السينما هي صناعة التصوير المتحرك وعرضه للجمهور عبر شاشات كبيرة بدور العرض أو على شاشات أصغر منها مثل التلفاز والحواسب، وهي تُعد صناعة كبرى ويسميها البعض بالفن السابع، فالبعض في مجتمعنا ما زال ينظر لها بنظرة مريبة لأنها تتعلق بالتصوير والتلفزيون والفيديو والأقراص المدمجة للأفلام وبالتالي للسينما، معتقداً بحرمتها لأنها تؤثر على النشء والشباب تأثيراً سلبياً وليس لها أي فائدة وأن المقصد منها هو الغزو الفكري الغربي وإفساد شبابنا والقضاء على عقيدتنا، ولم يعلم هؤلاء أن السينما مثل السكين لها جانبان جانب مفيد وجانب ضار، فهو على حسب استخدامنا له،ا فمثلاً هناك أعمال خالدة وصلت للشعوب الأخرى وكانت سبباً في إسلام البعض هناك مثل فيلم الرسالة وصلاح الدين وعمر المختار وعمر بن الخطاب، حيث ترجمت إلى عدة لغات، لذلك نحن في الواقع اليومي العالمي نواجه سيلاً إعلامياً جارفاً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً لا يمكننا الانغلاق على أنفسنا أو أخذه جميعاً كما أيضاً لا يمكننا غض الطرف عنه، ولا بد من عمل شيء في هذا الحراك الإعلامي، لذلك أصبح من الضرورة وجود السينما من غير تردد لأننا إذا لم نمتلك الصورة الخاصة بثقافتنا من تلفزيون وفيديو وسينما ووسائط متعددة، فإن شبابنا سيتعرض للتلوث الثقافي والبصري مما يؤثر عليهم وعلى ثقافتهم، فكما أن الأمية سابقاً كانت في عدم القدرة على القراءة والكتابة، فالآن الأمية هي بعدم القدرة على التعامل مع الأيقونة السمعية والبصرية، بعد أن أصبح العالم صغيراً كبيت كبير بعد الانفتاح الكبير في ظل التقدم الإلكتروني من خلال الإنترنت والقنوات الفضائية، وأصبحت المعلومات سريعة ومتوفرة في الأجهزة الكفية، لذلك كان لا بد من وجود دور عرض للسينما في مجتمعنا، وإن كان القرار متأخراً ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، فغياب دور السينما لدينا كان له وقع خطير على الأطفال والشباب لأن الطفل يستهلك عدداً وافراً من الرسوم المتحركة اليابانية والأمريكية والفرنسية المدبلجة أحياناً باللغة العربية، أو بإحدى اللهجات العربية، ولكن محتوى هذه الرسوم حامل لثقافات من منظور أيديولوجي والتي لا تمت بصلة لثقافتنا الإسلامية والعربية، وقس على ذلك الأفلام التي للشباب، فما ذنب أطفالنا وشبابنا أن يُحرموا من إرثهم الثقافي سواء كان ذلك أفلاماً أو ألعاباً إلكترونية لذلك حتى يكون هناك توازن ما بينرثنا الثقافي فلا بد أن يكون لنا إعلام خاص بنا عن طريق أفلام للأطفال والشباب وألعاب إلكترونية تخاطب العالم بخطاب عصري نستقيه من ثقافتنا وتقدمنا في حاضرنا من خلال لغة العصر «الصور والتلفزيون والفيديو والسينما والأقراص المدمجة»، وذلك بعمل أفلام تتناول إرثنا الثقافي من خلال القصص عن فرسان العرب وشعرائهم وعلماء العرب والمسلمين والأبطال الذين خاضوا الملاحم وأعمال تتناول مشاكلنا الاجتماعية، وكذلك عمل أفلام وثائقية تتناول تأسيس المملكة العربية السعودية من خلال الاتفاق ما بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وغير ذلك، حتى تتعرف الشعوب الأخرى على تاريخنا وحضارتنا، وحتى لا يكون ديننا ووطننا عرضة لإعلام حاقد أو جاهل، فالسماح بدور السينما هو بلا شك سيخدم الحراك الثقافي في مجتمعنا ويثريه، لأن شبابنا الآن يتابعون الأفلام عن طريق مواقع الإنترنت وعن طريق اليوتيوب أو حين يسافرون للخارج يتابعونها في دور السينما، فما المانع من أن يكون لدينا دور سينما بشكل رسمي وهناك رقابة وتنظيم وبضوابط دينية ما دام أن هناك مسرحاً أيضاً يخضع للرقابة، فلماذا لا تخضع دور السينما لذلك؟.. كما أحب أن أشير إلى أن الشباب استطاعوا عمل أفلام قصيرة على اليوتيوب والحصول على متابعين كثر وعلى مشاهدات تتخطى بعض الأحيان المليون، فدور السينما مهم حتى نتمكن من احتواء الشباب لأنه لا يوجد وسائل ترفيه لهم سوى متابعة كرة القدم أو الشوارع والمولات؟