أختي الفقيدة ودَّعتِ يا غاليتي، والموعد عند ربٍّ كريم..
عزائي لكل محب لها، مفجوع بفقدها، من والد ووالدة، وذرية طيبة، وإخوة وأخوات، وأهلها الكرام (أسرة العيبان)، ومن صديقات، وجيران، ومعارف داخل السعودية وخارجها، وعلى رأس الجميع صهري المكلوم الصهر الغالي أخي الكريم
الأستاذ محمد بن عبدالعزيز العيبان، على فراق شريكة الحياة رفيقة الدرب
مضاوي، وهل تُرثى مضاوي؟ ولم تمت!
صفاتٌ لأختي ما علمتُ بعُشرِها
إغاثةُ ملهوفٍ، وتفريجُ كربةٍ
وتغسيلُ أمواتٍ وتفطيرُ صائمٍ
مساجدُ تُبنى في بلادٍ بعيدةٍ
لوالدِها وقفٌ ووقفٌ لأمِّها
منايَ أيا أختاهُ أنْ كنتَ عالمًا
ولكنْ بإخلاصٍ دفنتِ مآثرًا
ونحنُ شهودُ اللهِ نرجوهُ رحمةً
دخلنا على التغسيل صُحْبَةَ والدي
دخلنا ذهولا في وجومٍ وَلَوعةٍ
فيا قُبلةَ المكلومِ قُبلة والدي
بنونا أيا أختاهُ مثلُ ذويهمُ
رأيتُكِ في الأكفانِ يا نبضَ خافقي
رأيتُكِ يا أختاه حتى كأنّني
رأيتُ على الجثمانِ نورًا وهيبةً
شممتُ أيا أختاه مِسكًا وعنبرًا
فقبَّلتُ طُهْرًا قد تَمَدَّدَ خاشِعًا
جبينكِ إذْ قبَّلتُ كانَ محدِّثي
محمَّدُ يا صِهري إليكَ عزاءَنا
حبيبي أيا عبدَ العزيزِ وخالكمْ
وهيفاءُ يا رمزَ الثباتِ فديتُها
دعائي لنجلاءٍ ولميا وفهدِنا
مضاوي وإنِّي يا حبيبةَ مُهجتي
عِتابُكِ يا أختاهُ حينَ تأخّرتْ
عتابٌ رقيقٌ مثلَ رقَّةِ طبعكمْ
وها أنا ذا أرثيكِ يا رُوحي بعدَها
مضتْ يا مضاوي أربعونَ وأربعٌ
مضاوي وتسليمي على البعدِ دائمٌ
فأفعالُها الحُسنى لها بعدَها عُمْرُ
وبذلٌ ليمناها خفاءٌ لها السِّرُّ
كفالةُ أيتامٍ رجاء بها الذُّخرُ
إعانةُ محتاجٍ فشهرًا تلا شهرُ
معالمُ إسلامٍ لها شاهدٌ بَرُّ
ووصلٌ لأرحامٍ هنيئًا لها الأجرُ
بفضلِكِ قبل الموتِ كي يعظمَ القدْرُ
فلمْ نستَبِنْها قبلَ أن يُرصفَ القبرُ
لمنْ فارقتْ دنيا وما فارقَ الذِّكرُ
وكوكبةِ الإخوانِ دثَّرنا الصَّبرُ
مضاوي على نعشٍ أحاطَ بها الطُهرُ
ودعوة مفجوعٍ يحَشْرِجُها الصَّدرُ
يبَكُّونَ في التغسيلِ إذْ أقبلَ العصرُ
بوجهٍ مضيءٍ زانهُ البشرُ والسّترُ
رأيتُ النُّجومَ الزُّهرَ أوسطُها البدرُ
فقبَّلتُ توديعًا فَموعدُنا الحشرُ
وروحكِ يا أختي فداءً لها العِطرُ
أيا قُبلةَ التوديعِ سيَّانِ والجمرُ
فأوَّاهُ لو قبَّلتُ ما بقي الدهرُ
ومنكَ استفدنا الصَّبرَ إذْ فدحَ الأمرُ
يُفَدِّيكَ يا عُمري ولو يُطلبُ العمْرُ
فخورٌ أيا بنتاه حقّ ليَ الفخرُ
رعاكمْ إلهي مثلَ ما ينبتُ الزهْرُ
على البُعْدِ صبَّارٌ هنا يعظمُ الأجرُ
حروفيَ في (مُزنٍ) وقدْ غالها الجمرُ
علمتِ بأنْ قد لا يطاوعُنا الشِّعرُ
مضاوي لمثل اليومِ حارَ بِنا الفِكرُ
هُنا تمَّت الآجالُ واستحكمَ الأمرُ
إليكِ أيا أختاهُ ما شعشعَ الفجرُ
أخوك الفاقد المفجوع - د. إبراهيم بن عبدالله الغانم السماعيل