الجزيرة – قراءة وتحليل - وليد العبدالهادي:
المؤشر العام والتصحيح الحالي (خالي من الارتداد):
بدأ سوق الأسهم تصحيحه الحالي بتاريخ التاسع من سبتمبر الماضي من آخر قمة له 11159 نقطة وهي أعلى مستوى له منذ ارتداده من القاع 4068 نقطة (قاع الأزمة المالية العالمية) وكان المساهم الرئيسي في الهبوط هو انخفاض خامات النفط في عطلة عيد الأضحى من مستوى 105 دولارلخام نايمكس إلى آخر قاع له عند مستوى 53 دولارا أي بنسبة هبوط 49.5%، مما أرغم المؤشر العام للهبوط بشكل (موجة زقزاق) عنيفة وخال من ارتداد قوي سوى الارتداد الذي حدث من 9340 نقطة إلى 10358 نقطة، ولم يكرر ذلك حتى الآن حيث كان أدنى مستوى له بالأمس عند مستوى 7275 نقطة وهي مستوى يناير 2013م أما بشأن ما تبقى من الموجة الصاعدة العظمى من مارس 2009م فهو لا يزال يحافظ على مكاسب 78% من القاع 4068 نقطة، ويظهر من الرسم البياني المرفق أن أكبر تصحيح مر به السوق هو تصحيح فبراير 2006م يليه تصحيح سبتمبر 2008م ثم التصحيح الحالي ولو هبط السوق الآن إلى مستوى 6400 نقطة يكون ثاني أكبر تصحيح بعد انهيار السوق في العام 2006م، ولا يزال مع كل ما حدث فرق كبير بين أساسيات السوق الآن وبين أساسياته في العام 2006م والقراءة التحليلية طويلة جداً في هذا الشأن.
أكبر نسب الهبوط للسوق للفترة (2006 – 2014م):
يظهر من التمثيل البياني أعلاه حصر لأهم نسب التغير الهابطة التي تعرض لها السوق على مستوى الحركة الشهرية، حيث سجل أكبر نسبة تغير هبوط في نقاط المؤشر العام في شهر إبريل 2006م حيث بلغت 25% ثم هبوط بنسبة 23% في شهر أكتوبر 2008م يليها هبوط بنسبة 17% في شهر جولاي 2006م ثم 15% خسارة في الشهر الحالي (ديسمبر 2014م)، وهذا التمثيل البياني يظهر مدى المبالغة في الهبوط رغم الاختلاف الكبير بين أساسيات السوق في تلك الفترات.
القطاع البتروكيماوي وأغرب تصحيحاته:
قاد القطاع البتروكيماوي عملية التصحيح الحالية لسوق الأسهم السعودية رغم تراجع وزنه لأول مرة ليحتل المرتبة الثانية بعد القطاع المصرفي حيث هبط القطاع كما هو موضح بالرسم البياني 40% منذ سبتمبر الماضي وهو أكبر هبوط منذ الربع الأول من عام 2009م ولكن الغريب في هذا الانخفاض أنه كان أشد من الانخفاض الذي حدث خلال ظهور أزمة الرهن العقاري 2008م على الرغم من أن خام نايمكس هبط من مستوى 147 دولارا إلى 33 دولارا إلا أن هبوط القطاع البتروكيماوي في السوق كان أسرع وبزخم وعزم قويين ولا ننسى أن الدولار في هذا الهبوط أقوى من الهبوط الذي حدث عام 2008م لذا تكلفة بيع البرميل أعلى وهو من صالح المنتجين، لكن يظل هذا القطاع غامض لعوامل عديده قد يكون أبرزها مستقبل تسعير اللقيم للشركات السعودية وهو مما جعل تجار هذا القطاع يتحسسون من وزنه ويتحفظون عليه لذا رأينا صانع السوق لم يتردد في خفض وزنه.
عملاق السوق وأكبر تصحيحاته (أطول هبوط منذ 2006م):
اخترق سهم سابك مستوى 118 ريالا بعد قرار فتح السوق للمستثمر الأجنبي وشيد قمة عند مستوى 136 ريالا كانت الأعلى منذ 2008م ليهبط بعدها هبوطا متسارعا إلى مستوى 70 ريالا في جلسة الأمس لم يتخلل هذا التصحيح أي ارتداد يخلخل المسار الهابط ويخفف من وطأته أي يحدث تداخل بين القمم الهابطة والقيعان الهابطة، ويظهر الرسم البياني أعلاه طول الشمعة السوداء من سبتمبر الماضي وهي أطول شمعة منذ الربع الثاني في 2006م كما يظهر من الرسم البياني، ومنطقة السبيعانت هي أكثر منطقة قضى فيها السهم جلساته منذ ارتداده من قاع الأزمة المالية 33 ريال في شهر مارس العام 2009م ويرجح أن تكون هي المنطقة التي سيستقر فيها سهم سابك وبالتالي القطاع البتروكيماوي والمؤشر العام لكن بشرط تصفية السوق من التسهيلات البنكية التي طالما ما أنهكت المتعاملين منذ العام 2003م وحتى هذا التصحيح.