نتابع ما استثارته المستجدات وتداخلها في تأملاتي شخصية:
الأمن والاستقرار هو همنا الأول إقليميا وعالميا.. ولكن مخططات الوصول إليه ليست بالضرورة متفق عليها وأهدافنا أيضا تتقاطع زمنيا ومكانيا ولكنه تقاطع مؤقت.
لصانع القرار في كل المستويات مصافحة تهنئة ونصيحة: لتكن ثقتك بمن تختار للتنفيذ مرنة تراقب منجزاته الفعلية ليكون تقييمه وفترة تعيينه مرتبطة بمؤشرات أداء إيجابي.
للمسؤولين الذين عينوا بمواقع مصيرية: وضح لنفسك ما تود تحقيقه للمجتمع والوطن, واستعن بمختصين لوضع خطة واستراتيجية توصل إليه, ومراقبين للتنفيذ.
للمجتمع ككل: نكرر دائما حقيقة ديموغرافية واضحة أن مجتمع الخليج مجتمع شبابي؛ 70% من المواطنين شباب والإناث 50% من المواطنين ومن الخريجين من مؤسسات التعليم. ونكرر أن مستجدات المنطقة اقتصاديا وتقنيا وسياسيا تتغير بتسارع واضح.. فهل أخذنا هذه الحقائق في تعاملنا مع هاتين الفئتين؟ هل غيرنا تعاملنا معهم؟ هل منحنا للشباب وللمرأة بالذات أذنا صاغية لما يرونه همومهم واهتماماتهم ومرئياتهم وطموحاتهم؟
تركنا للمرئيات التقليدية والأعراف ولغو ومطامع الفئات التحكم في زمام المجتمع وتوجهاته خاصة عبر مؤسسات التعليم والمساجد. وفي الناحيتين انحرف التفاعل فيها عن الهدف الأصل من وجودها إلى الأدلجة والتسيس. هل هذا ما بدأ قلقلة المجتمع واعتماد إقصاء الآخر وتهميش المرأة وبعد الشباب عن التخصصات المهنية الى فقه الصخب والعدوانية؟
أشد ما أضر بالإسلام هو استغلاله كدرع يحمي ما لا علاقة له بروح الإسلام, وتسخير تصنيف «إسلامي» كوسيلة تحقق تقبل الجموع لغرض فردي أو فئوي مسيس. الدين ليس حفظا بل ممارسة حياة.
سؤال مر: نشرنا التعليم ومحو الأمية وركزنا على توضيح الفضيلة, كيف نتج جيل غالبيته اتكالية علمه ببغائي وتصرفاته عدوانية؟ من اختطف ناتج التعليم؟ جواب مسر: التاريخ عبرة وليس تحجرا, والحاضر خيارات وليس عائقا, والمستقبل فرصة واعدة لتجاوز التحديات والمعوقات. والشباب رافد واعد معطاء.
وجود ملايين الشباب ليس عبئا بل نعمة فهم رافد ثري للعقول والأيدي العاملة وهم من سنعتمد عليهم مع التأهيل والتدريب العلمي المهني لإحداث التغيرات الإيجابية وعلى مؤسسات التعليم الأولي والعالي والمهني والتخصصي أن توضح أهدافها وخططها الإستراتيجية لتأهيل جيل قادم واسترداد من انحرف توجهه من الجيل الأسبق ببرامج التثقيف المدني والتدريب المهني والتحفيز للمشاركة في البناء وصنع القرار العام.
للآباء والأمهات: لن يفلح أبناؤكم وبناتكم إن لم تسمحوا لهم من طفولتهم بالتفكير والحوار والتعبير عن آرائهم. لم يخلق الله أحدا ليكون بلا حس ورأي.
للمعلمين: هدف التعليم هو أن ينمو عقل الطفل وليس تلقينه ببغائيا أن يحفظ الإجابات للأسئلة. استمعوا لأفكاره فهو أكثر مواكبة للعلم المعاش.
وللأساتذة الذين يرون البحوث والنشر فقط سلما للترقيات؛ البحوث التي تستحق أن توصل لترقية هي التي تقدم إضافة لبناء الغد لا التي تختزل ورقا وحبرا.
وللشباب الساعين للتخصص: لدينا ما يكفي من بحوث تحليل أحداث وأفكار الماضي من التاريخ. ركزوا على الدراسات العلمية والتحليلات المستقبلية فهي ما نحتاجه.