الجزيرة - محمد السنيد / تصوير- مترك الدوسري:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مساء أمس، حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها السادسة، وذلك في فندق الفيصلية بمدينة الرياض.
ولدى وصول سمو ولي العهد مقر الحفل بقاعة الأمير سلطان الكبرى يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ومعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصيّن، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر، والأمين العام للجائزة الدكتور عبدالملك آل الشيخ، ثم عزف السلام الملكي.
بعدها صافح سموه الفائزين بالجائزة، مهنئاً لهم على فوز أبحاثهم متمنيا لهم التوفيق، كما التقطت الصور التذكارية لسموه مع الفائزين بهذه المناسبة. وبعد أن أخذ سمو ولي العهد مكانه في المنصة الرئيسة، بُدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
كلمة الأمير خالد بن سلطان
ثم ألقى الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بتشريف سمو ولي العهد لحفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وقال «نحتفل اليوم بتسليم الجائزة للفائزين بها، في دورتها السادسة. وتبدأ حفلتنا مرحبين بالحضور، مهنئين الفائزين، بالجوائز التخصصية الأربع، وكذلك وللمرة الأولى، الفائزين بجائزة الابتكار، التي تمنح لكل عمل مبدع أصيل، ذي جدوى اقتصادية، وقابل للتطبيق، وملائم للبيئة، آملين بذل المزيد من الجهد في التنافس الشريف في موضوعات الجائزة، في دورتها المقبلة، مساهمة في حل جزء الأزمة المائية، التي تواجهها البشرية».
وأضاف «إن الحلول، التي سبق طرحها في مناسبات مائية عدة، ومنها، ضرورة اتباع منهج الإدارة المعرفية المتكاملة للمياه، وأهمية اعتماد الحوكمة العالمية المالية العادلة، ومكافحة الفساد المائي، وتسخير التقنية خدمة للأهداف الإنمائية، فضلاً عن ترشيد السلوك المائي، ومراعاة الارتباط الوثيق للمياه بالغذاء والطاقة والبيئة، دراسة وتحليلاً - كل ذلك لم يعد اختياراً أو ترفاً، بل أضحى واجباً على دول العالم أداؤه، ويلزمها المزيد من التعاون الصادق، والإصرار والعزم على حل تلك المعضلات المائية وليس تسويفها، مع أهمية البعد عن الأنانية والابتزاز المائي».
وأكد أن موارد المياه العذبة كانت، وستظل، شحيحة ومهددة، وتتقلص على نحو خطر، فالأعداد المتزايدة من السكان تحتاج إلى المزيد من الموارد للشرب والصحة العامة، والصناعة وإنتاج الغذاء، فضلاً عن أن التغير المناخي يسهم في زيادة فترات الجفاف. كل هذا ينذر بازدياد خطر النكبة المائية، لأن الطلب العالمي عليها سيفوق الإمدادات الحالية بنسبة قد لا تقل عن 40 بالمائة بحلول العام ألفين وثلاثين، ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي، وتعويق للنمو الاقتصادي وتعريض لأسواق الغذاء العالمية للخطر.
وقال سموه «إن ثمة خطراً أدهى وأمر من كل ما ذكر من أخطار، ألا وهو الإرهاب المائي البيولوجي، فالإرهاب لم يتوقف، ولم يستسلم، بل ينتشر ويستشري، والعالم كله، بلا استثناء، يستشعر خطره ودمويته، مع احتمال أن يغير استراتيجيته، بتدمير لمحطات التحلية، أو تسميم للأنهار والأنابيب، والآبار والمياه الجوفية، أو إغراق للأراضي والبلدان. وما أحداث سد الموصل منا ببعيد.
وحتى لا تأخذنا المفاجأة، وتقع الكارثة، فعلى باحثينا وعلمائنا اتخاذ كل تقنية فاعلة قادرة على وقايتنا من شر تلك الكوارث، فالإرهاب لا يراعي حداً، ولا يتقي رباً».
إن الأصوات التي تحذر من اندلاع الحروب المستقبلية بسبب المياه، طمعاً أو هيمنة أو قرصنة، لم تعد أمراً جديداً، هو: الصراع، الذي قد يطاول الموارد الأساسية الثلاثة: الطاقة والماء والغذاء، ما قد يفجر حرباً في أي لحظة، تسمى حرب الموارد. فنفقات الغذاء والطاقة، تتزايد بمعدل غير معهود، والمياه تشح بمعدل غير مسبوق.
وتفضل سمو ولي العهد بتسليم الفائزين جوائزهم، إذ فاز بجائزة الابتكار فريقان؛ الأول بقيادة الدكتورة كريستين لارسون (Kristine Larson) من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية، والثاني بقيادة إيريك وود والدكتور جوستن شفيلد (Justin Sheffield) من جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين فاز بجائزة المياه السطحية الدكتور لاري ميز (Larry Mays) من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، كما فاز بجائزة المياه الجوفية الدكتور هيسوس كريرا رامرز (Jesus Carrera Ramirez) من معهد التقييم البيئي وأبحاث المياه بإسبانيا، وحقق جائزة الموارد المائية البديلة الدكتور بوليكاربوس فلارس (Polycarpos Falaras) من المركز الوطني للبحوث العلمية باليونان، ونال جائزة إدارة الموارد المائية وحمايتها الدكتور وليام و.ج. ييه (William W-G. Yeh) من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقدّر الفائزون في كلمات متتالية لهم ما يبذله القائمون على الجائزة، معبرين عن سرورهم بنيل الجائزة وما تقدمه من تشجيع للمتخصصين والباحثين من العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه، وتقدير إنجازاتهم، ما يؤكد أهميتها ومكانتها العالمية، مستعرضين مسيرتهم وجهودهم في فروع الجائزة. وفي ختام الحفل تسلم الأمير سلمان بن عبدالعزيز درعاً بهذه المناسبة من معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر، ثم عزف السلام الملكي، بعد ذلك غادر سمو ولي العهد مقر الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعد بن فهد، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد المستشار بديوان سمو ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وأصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.