البحرين - جمال الياقوت:
أشاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين -حفظه الله- بالحكمة والحنكة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بدعمه وحرصه واهتمامه في دعم الكيان الخليجي ووحدته، قائلا إننا نسجل تقديرنا للدور الكبير لأخينا خادم الجرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإخواننا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين حرصوا على التوصل في اتفاق الرياض والاتفاق التكميلي له الذي تم التوقيع عليه -مؤخرا- بالرياض لما في الخير والصلاح لجميع مواطني دول خليجنا العربي الشقيقة وإن مملكة البحرين حريصة دوما على دفع مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي نحو الأمام لتحقيق المزيد من التكامل والاتجاه الجاد نحو الوحدة.وفيما يتعلق بمشروعات التكامل الاقتصادي والاندماج بين دول المجلس، فإننا نجدد ترحيبنا بما تم إنجازه، وإننا على ثقة بأن تنفيذ مشروع جسر الملك حمد مع المملكة العربية السعودية الشقيقة سيدخل خدمات السكك الحديدية للبحرين، وسيكون مرتكزا لتحقيق التكامل وتحفيز الاستثمار والتبادل التجاري، ويجلب ذلك مزيدا من الترابط الاقتصادي والاجتماعي ويعزز سياسة ربط دول مجلس التعاون في المجالات كافة التي تهم الوطن والمواطنين، بما يعود في النهاية بالنفع والرخاء على شعوب دولنا.
جاء ذلك خلال افتتاح صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع.
كذلك فإن مملكة البحرين حريصة على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية والاقتصادية مع الدول الصديقة، وذلك في إطار العلاقات الودية التي تربطنا بدول العالم، والقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتأتي زياراتنا لعدد من الدول الصديقة في آسيا، والدول الأوروبية تجسيدا لهذا التوجه، واستمرارا لتوطيد العلاقات التاريخية والتجارية التي تجمعنا بتلك الدول منذ القدم، واستثمارا لهذه الزيارات من أجل مستقبل يسوده السلام والأمن في منطقة حيوية يعتمد عليها العالم في استقراره.
إن مملكة البحرين كانت وما زالت وستظل تمد يد التعاون والسلام لجميع الدول، وتدعو دوما إلى علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وهو الأمر الذي يستوجب في هذه المرحلة المحافظة على استقرار المجتمعات وتقدمها، ومحاربة التطرف والإرهاب الذي يعطل مسيرة البناء ويدمر مستقبل الشعوب، ولا يفوتنا في هذا المقام أن نشيد بتوصيات المجلس الوطني الأخيرة بشأن محاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتجفيف مصادر تمويله، كما نؤكد استعدادنا لمواصلة دعم الجهود الدولية لتعزيز الأمن في المنطقة، لما لذلك من أهمية للاستقرار والسلم العالمي..
جاء ذلك ضمن الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته عصر أمس في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني، حيث هنأ جلالته أعضاء المجلس «لنيلهم ثقة المواطنين الكرام»، معربا عن اعتزازه وفخره «البالغ بالوعي والمسئولية التي تجسدت في المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات النيابية والبلدية التي تمت في جو من الألفة والممارسة الديمقراطية الأصيلة»، وداعيا المولى -عزّ وجلّ- أن يوفق ممثلي الأمة في مسيرتهم «لخدمة البحرين وأهلها الكرام».
وكان جلالته قد استهل خطابه السامي إثر افتتاح أعمال الجلسة بالقول إنه «بفضل الله تعالى وبركته» يفتتح دور الانعقاد الأول من الفصـل التشـريعي الرابع للمجلس الوطني، موجها «الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، ولمنتسبي ورجال قوة دفاع البحرين، والأمن العام والحرس الوطني، وللجهات كافة التي قامت على تنظيم الانتخابات النيابية والبلدية والإشراف عليها بكل اقتدار، وبخاصة السادة أعضاء السلطة القضائية المحترمين»، وتقديره العميق «لكل من مارس حقه في الترشيح والتصويت بروح وطنية».
وأكد جلالته على أهمية ميثاق العمل الوطني ودوره في مسيرة الحياة الديمقراطية بالمملكة، وذلك باعتباره
«وثيقة تاريخية توافق عليها أهل البحرين»، ويشهد على ريادتها وحضورها الجميع، خاصة أنه «شمل الكثير من الإصلاحات في جميع مناحي الحياة في بلادنا، ورسخ المكانة الدولية العالية للبحرين»، لافتا إلى أن هذه الإصلاحات التي أرساها ودعم من أركانها الميثاق «عززت الشعور بواجبات المواطنة والانتماء من خلال مباشرة المواطنين لحقوقهم السياسية بثقة تامة، وتنافس ممثليهم في تطوير واقتراح الكثير من القوانين التي تطبق اليوم»، مجددا التأكيد على «أهمية مبدأ الفصل بين السلطات مع التعاون» باعتباره «أمرا يجب أن يؤخذ في الاعتبار وقد نص عليه الدستور».