منذ أن تولى الملك سعود (طيب الله ثراه) الملك على البلاد عام 1373هـ بعد وفاة والده المغفور له الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) حيث دام حكمه احد عشر عاماً كلها أمن وأمان ورخاء واستقرار، انعكس ذلك على المجتمع السعودي، حيث ساروا مع الملك سعود لتحقيق أهدافه وخططه التنموية، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية محط أنظار دول العالم في بناء هذا الصرح الكبير، ولم يكن الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) غافلاً عن تلك الأهداف والخطط، بل تولى الملك سعود كثيراً من تلك الأهداف والخطط وأشرف بنفسه على تلك المهام التي أوكلت إليه عندما كان ولياً للعهد، فهو سابق لعصره بفكره وحكمته وسار على نهجه أخوانه، وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز (طيب الله ثراه) نجده في سياسته الخارجية وهي امتداد لسياسة والده الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) أعطى المملكة مكانة عالمية تضاهي جميع الدول العربية، فزيارته الخارجية لكثير من الدول العربية والأجنبية وخاصة الصديقة برز اسم المملكة العربية السعودية، فهذه زيارته التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية ودولة الهند بصفتها عضواً مهماً في دول عدم الانحياز في ذلك الوقت، حيث لاقى جلالته الحفاوة والاستقبال الرسمي والشعبي في تلك الدولتين، الذي أبهر الأمريكيين والهنود بذلك الملك القادم من الشرق وهو الذي يحمل على كتفيه هموم بناء وطنه من أجل بناء دولة حديثة تكون لها سمعتها في المحافل الدولية حتى سطره زيارته في السجلات الرسمية التاريخية لتلك الدول وغيرها من الدول التي قام بزيارتها وتوقيع معاهدات في المحافل الدولية، حتى يؤخذ للمملكة ألف حساب في تلك المحافل الدولية، بذلك لا ننسى بادئ ذي بدء دور دارة الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) ودورها البارز برجالها المخلصين، وعلى رأسهم ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله ورعاه)، الذي لا يألو جهداً في ابراز هذه الدارة كمنبر وواجهة حضارية باحتضان كل ما يخص تاريخ المملكة العربية السعودية، فالملك سعود (طيب الله ثراه) جزء لا يتجزأ من تاريخ هذا الوطن فإرثه التاريخي كثير حتى صنف بأنه المؤسس الثاني للدولة السعودية الثالثة بعد المؤسس الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه)، فالأمير سلمان ولي العهد (حفظه الله ورعاه) نجده بعلمه وفكره وحكمته قام مشكوراً عام 1427هـ بعقد الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود (طيب الله ثراه) التي هي الخطوة الأولى لإبراز تايخ الملك سعود بعد خمسين عاماً لهذا الجيل الجديد، فدارة الملك عبد العزيز برجالها المخلصين لا يألون جهداً بجعل الدارة منبراً علمياً ومرجعاً تاريخياً لكل دارس وباحث وذلك بتوجيه ومتابعة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، ولا يمكن أن نغفل دور الدارة بإصدار عدة موسوعات عن المملكة.
1- موسوعة أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية.
2- الموسوعة التاريخية السعودي.
3- موسوعة المملكة العربية السعودية.
فهذا جهد عظيم وكبير وشاق تشكر عليه الدارة برجالها الأوفياء المخصلين فإرثنا التاريخي منذ قيام الدولة السعودية الأولى على يد امامنا محمد بن سعود (رحمه الله رحمة واسعة) ومن بعده أبناؤه وأحفاده المخلصون حتى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الامام والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن (طيب الله ثراه) الذي سار على نهج آبائه وأجداده بحمل الأمانة بجعل المملكة العربية السعودية دولة عصرية، فإصدار موسوعة الملك سعود التاريخية تكون الدارة وثقت حقبة من تاريخ المملكة العربية السعودية المعاصر ووثقت تاريخ أول ملك من أبناء الملك عبد العزيز ومن بعده أخوانه فيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً.
وبالله التوفيق..
ناصر بن إبراهيم الهزاع - الرياض