الرس - منصور الحمود / تصوير - عيسى مسعد:
ضمن سلسلة المحاضرات والندوات وورش العمل التي تم طرحها في الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية في منطقة القصيم، الذي عُقد في محافظة الرس طوال ثلاثة أيام، كان من أبرز ما طرح المحاضرة التي ألقاها معالي الدكتور علي إبراهيم النملة وزير الشؤون الاجتماعية السابق والأستاذ الجامعي، خلال الورقة التي قدمها في الملتقى، والتي تشير إلى أهمية التعمق في مفهوم التطوع، والتي حظيت بحضور جيد من الرجال والنساء، وكانت بعنوان (العمل التطوعي بين الواقع والمأمول).
وذكر الدكتور علي إبراهيم النملة أن «مفهوم التطوع كان موضوع الورقة التي تشرفت بتقديمها للحاضرين والحاضرات، وما يتعلق بتوسيع ذلك المفهوم، وأنه يمثل جميع مناحي الحياة باستثناء الواجبات والمفروضات التي لا تقبل التطوع، وخصوصاً التي تتعلق بواجبات المرء تجاه دينه وأسرته ووطنه، وتلك واجبات لا فضل له فيها، وما عدا ذلك فهو يدخل في مفهوم التطوع».
وأضاف الدكتور النملة: «ولذلك قارنت بين الصدقة والتطوع؛ لأن الصدقة تحمل مفهوم التطوع، وكذلك التطوع يمكن أن يطلق عليه لفظ الصدقة. ورسالتي التي أردت إيصالها للجميع لم تكن جديدة، لكنها مهمة، وهي التوسع في مفهوم التطوع ليشمل جميع القطاعات العاملة في المجتمع. فالتطوع بمفهومه الأوسع موجود في القطاع الحكومي، وكذلك الحال بالقطاعَيْن الأهلي والخاص. ويزداد التطوع في الأعمال الخيرية. وكل ما زاد عن واجب الموظف فهو تطوع». وزاد شارحاً: «في بعض الأحيان ينسى الموظف نفسه حين انهماكه في العمل؛ فيؤدي خبرة أكثر وخدمة أكبر، ولا يجد لذلك أجراً مباشراً وسريعاً، لكنه يجد لما فعل مردوداً في نفسه، ولدى ربه. وذلك التطوع يكون أكثر تركيزاً في الجمعيات الخيرية، لكنه أوسع من ذلك بكثير. فالتاجر عندما يبيع السلعة بأقل من قيمتها السوقية أو التجارية لمشترٍ لا يملك الثمن الكامل لمنتجه أو خدمته فهو بذلك يتطوع».
وأشار الدكتور النملة إلى أهمية معرفة الحقوق والواجبات قبل التقدم إلى التطوع، منها احترام أسرار المهنة، واحترام الرئيس والمرؤوسين. وقال: «هناك أناس لا يستطيعون التطوع. فمن لديه الحدة ويغضب بسرعة يجب عليه أن لا يتقدم لخدمة الآخرين؛ لأنه قد يقدم خدمته ناقصة، أو لا يقدمها، وهو بذلك يُحدث خللاً بالعمل التطوعي».
وفي الختام تم طرح الأسئلة من الحضور، وتم الإجابة عنها من قِبل الدكتور.
وقد أدار الندوة الأستاذ علي الجدعي.