رفحاء - تقرير - حمود الطريف:
مع بدء دخول موسم الشتاء يعمد الكثير من أهالي مناطق شمال المملكة إلى تجهيز مكان «شبَّة النار» و(الوجار), والبحث عن خشب الأرطأ، إما بالذهاب إلى النفود التي تقع في ضواحي المنطقة, أو البحث عمن يقومون بتوريد خشب الأرطأ للأسواق المحلية, ومن ثم بيعه في أماكن معروفة لدى عامة الناس في محافظات المناطق.
وفي محافظة الحدود الشمالية على وجه التحديد, ومع بدء موسم الشتاء، يبحث الناس في هذه المنطقة وبقية المناطق والمحافظات القريبة عن الفاكهة الشمالية «خشب الأرطأ» لإشعال النار في مجالسهم واستراحاتهم، والتحلق حولها للاستمتاع بأحاديث السمر, وتجاذب الأحاديث والرؤى و»السوالف والقصيد» حول شؤون الحياة المختلفة، الماضي منها والحاضر.
لكن الكثير من الأهالي لا يعلمون كيف يتماشون مع قرار الجهات المختصة بمنع عملية الاحتطاب، وتؤكد ذلك, بل تحذر منه لحماية الغطاء النباتي في بلادنا. ونظراً إلى أن مناطق الشمال - كما يزعمون - غنية بخشب «الأرطأ» في نواحيها كافة فإن ذلك أدى إلى تذمر البعض من قرارات منع الاحتطاب؛ كون «شبة النار» أصبحت جزءاً من موروثه الذي توارثه عن آبائه وأجداده منذ عصور, مطالبين المسؤولين ولجان مراقبة بيع الحطب بأن ينظروا لطبيعة الناس في منطقة الشمال؛ فالغالبية العظمى من سكان المنطقة يعتمدون اعتماداً شبه كلي على شبة النار يومياً خلال موسم الشتاء، إما لغرض التدفئة نظراً لبرودة الطقس في المنطقة أو لأغراض الطبخ.
(الجزيرة) التقت بعض سكان محافظة رفحاء, منهم رجل الأعمال الأستاذ فهد الخضيري, الذي قال لنا: يفترض أن تراعي هذه اللجان طبيعة الرجل الشمالي (البدوي)؛ فأغلب الناس في هذه المنطقة يعتمدون اعتماداً كلياً على خشب الأرطأ, وهو بمنزلة الفاكهة المحببة لهم في فصل الشتاء، ناهيك عن أصحاب الكيف والكار الذين يفضلون «شبَّة النار» اليومية, وهي من عاداتهم وعادات آبائهم وأجدادهم التي توارثوها منذ سنوات طويلة.
أما المواطن عايد السليطي فأردف قائلاً: إن للرجل البدوي في ربوع الشمال طقوسه الخاصة مع خشب الأرطأ, واعتماده الكلي عليه في التدفئة والغذاء.. متمنياً بأن تكون كل تلك الاعتبارات محل نظر اللجان والجهات المختصة, ولاسيما أن منطقة الشمال منطقة شاسعة، ويكثر فيها خشب الأرطأ؛ الأمر الذي ربما لن تؤثر فيه عملية الاحتطاب؛ لكونها تحدث خلال شهرين فقط في كل سنة.
مضيفاً بأن هناك عدداً من سكان المنطقة، ممن ليس لديهم دخل ثابت، يعتمدون كثيراً على بيع «الأرطأ» لجلب قوت يومهم, ويحسبون لوقت دخول موسم الشتاء حساباً خاصاً من أجل الظفر ببيع «الأرطأ» للراغبين من أجل زيادة دخلهم من هذه «الفاكهة الشتوية».