تونس - فرح التومي:
أعلنت وزارة الداخلية أنه في إطار ضرب روافد المجموعات الإرهابية المتحصّنة بالجبال وقطع الإمدادات عليهم تمكنت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب للمصالح المختصّة بعد عمل استعلامي ميداني معمّق من تفكيك مجموعة إرهابية خطيرة بمحافظة القصرين (250 كلم جنوب شرق العاصمة تونس) أطلقت على نفسها تسمية «كتيبة حركة الشباب».
وتنشط عناصر هذه الكتيبة الخطيرة ضمن هيكلية تنقسم بموجبها إلى ثلاث خلايا تُعنى الأولى بالدعم والإسناد اللوجستي مختصة في تزويد المجموعات الإرهابية بجبال القصرين بالمواد الغذائية والملابس والأغطية والأموال فيما تختص الخلية الثانية باستقطاب العناصر الشبابية من ذات المحافظة للنشاط لفائدتهم داخل المدن في شكل خلايا فرعية نائمة، في المقابل تجنّدت عناصر الخلية الثالثة لتعزيز صفوف نظرائها المتحصنين بجبال القصرين بعد تلقي التدريبات البدنية اللازمة.
وقد توفقت الوحدات الأمنية الى ايقاف كافة عناصر هذه المجموعة التي كانت تستعد لتنفيذ مخطط ارهابي جديد، والبالغ عددهم 10 انفار، فيما شملت الأبحاث 4 عناصر مرتبطة بهم بحالة ايقاف من اجل قضايا ارهابية اخرى.
وفي قرار مفاجئ، اعلن حمادي الجبالي القيادي بحركة النهضة ورئيس حكومة الترويكا الأولى استقالته نهائيا عن الحركة وقال في بيان له :»حتى لا أحمل غيري مسؤولية مواقفي، وفي المقابل حتى لا أتحمل تبعات قرارات وخيارات تنظيمية تسييرية وأخرى سياسية استراتيجية لتموقع الحركة في المجتمع، حيث لم أعد أجد نفسي في هذه الخيارات و مآلاتها.. وتجنبا لكل خصومات ومشاحنات تضعف صف المناضلين وتذهب بالود والعلاقات الطيبة مع كل اخواني قيادة وصفا، وبعد فترة تأمل، قررت الانسحاب من تنظيم الحركة لأتفرغ الى مهمة أعتبرها مركزية، وهي الدفاع على الحريات على طريق مواصلة الانتصار الى القيم التي قامت من أجلها الثورة وعلى رأسها احترام و انفاذ دستور تونس الجديدة .»
وفي تعليقه على هذا القرار، قال زياد العذاري الناطق الرسمي باسم النهضة بان الحركة تلقت بكل أسف بيان الجبالي، مبيّنا أنّ للجبالي مكانة خاصة في الحركة التي تقلد فيها مناصب قيادية منذ تكوينها، مضيفا ان النهضة ستسعى للتواصل معه في أقرب وقت ممكن لإثنائه على القرار. واعتبر العذاري انه حتى وان اختلفت المواقف داخل الحركة فلا يجب ان يؤدي لمثل هذه القرارات.
ولاحظ عدد من المراقبين ان استقالة الجبالي تقيم الدليل على وجود تصدع حقيقي في صفوف النهضة التي يحمل شبابها مسؤولية عودة رموز النظام السابق، نداء تونس نموذجا، لقيادات الحركة الذين اختاروا اسقاط قانون تحصين الثورة واقصاء كل من خدم سياسة بن علي من المشهد السياسي، فدفعت الحركة ثمنا باهضا بذلك وتم اقصاؤها من السلطة التي عادت للمنظومة القديمة.
أما في الشان الانتخابي، فقد شكلت دعوة الجبهة الشعبية التي تضم اكثر من 10 احزاب ذات توجه يساري، انصارها الى عدم التصويت للمنصف المرزوقي من جهة، ورسالتها المشفرة الى منافسه الباجي قائد السبسي بوجوب التعجيل باقصاء رموز النظام السابق من حزبه، حيث الأوساط السياسية التي اعتبرت ان بيان الجبهة يكتنفه الغموض والتناقض، فالجبهة قررت عدم التصويت علنا للمرزوقي ولم تلعن مساندتها للسبسي بل «اشترطت» عليه تطهير النداء من التجمعيين دون ان تعطيه مقابل ذلك صوتها في الدورة الثانية من الرئاسية. وكان الأمين العام لحركة نداء تونس الطيب البكوش عبر عن تفهمه لموقف الجبهة الشعبية واوضح انها تظل معنية بالمشاركة في الحكومة الجديدة موضحا انه لا مكان فيها لحركة النهضة التي قال بانها اختارت المعارضة .