يرى الغالبية في الإعلام السعودي أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يرتكب أخطاء فادحة، يمكن اعتبارها مقصودة في غالب الأحيان ضد الكرة السعودية؛ سواء المنتخبات الوطنية أو الأندية أو اللاعبون وحتى الحكام، وهذه الأخطاء يجب أن تقابل بالنقد والدفاع من قبل المسؤولين والجماهير، إضافة لوسائل الإعلام، ولا يعتقد الشارع الرياضي أن الاختيار الأخير لأفضل لاعب آسيوي أمر أفضل وجديد على هذا الاتحاد الذي اتفق كثيرون على أنه يدار بعقلية قديمة، ومليء بالمجاملات، وتسوده المصالح حتى بعد الإبعاد القسري لرئيسه الأسبق محمد بن همام الذي لم يحصل على إشادة أحد لأنه انتهج أساليب مكشوفة ضد الكرة السعودية، وكان متحيزا بشكل فاضح لدول شرق آسيا, وحتى عندما تنصب الشيخ سلمان بن إبراهيم لرئاسة الاتحاد الآسيوي لم يظهر أي تغيير واضح على سياسة هذا الاتحاد، فاستمرت المجاملات، ولم يكف هذا الاتحاد في أي فرصة سانحة عن شن حرب مكشوفة ضد الكرة السعودية منذ سنوات طويلة، وكأن الكرة السعودية لا تستحق الاهتمام والإنصاف منهما، رغم كل ما حققته من إنجازات كبيرة شرفت أبناء القارة الأكبر في العالم.
الوضع الراهن أرجعني بالذاكرة إلى عام 2009- 2010 عندما خرج المنتخب السعودي الوطني من تصفيات كأس العالم وتبعاته, حينما شن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية سابقاً، هجوما لاذعا على الاتحاد الآسيوي، حيث طلب الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في حينها من الأمانة العامة للاتحاد رفع مذكرة احتجاج رسمية إلى الاتحاد الدولي، تتضمن ما تواجهه المنتخبات والأندية السعودية من تجاوزات وأخطاء تحكيمية خلال مشاركتها في المسابقات والبطولات التي يشرف على تنظيمها الاتحاد الآسيوي، ونحن فيما مضى كنا قد استبشرنا خيرا عندما فاز الشيخ سلمان بن إبراهيم برئاسة الاتحاد الآسيوي وكان لدينا أمل كبير أن ينصفنا ويزيل آثار ما حصل من ابن همام الذي كانت قراراته ضد الكرة السعودية، إلا أن الأمر لم يتغيّر، فكان الشيخ سلمان بن إبراهيم ومن أول ظهور له, غير منصف للكرة السعودية ومكانتها على مستوى القارة كواجهة، لأن المنتخب السعودي الأول حقق إنجازات كبيرة، حيث تأهل أربع مرات متتالية لكأس العالم، وخمس مرات لنهائي كأس آسيا، وفاز ثلاث مرات بالبطولة, لكننا فوجئنا بظهور مثل تلك المؤامرات، فهناك بالفعل من يحاولون بشتى الطرق التقليل من الكرة السعودية، ونال هذا المطلب حصة الأسد من أجندة الاتحاد للقارة الآسيوية، ويؤسفنا اتخاذه وعدد من مسؤولية في هذا الاتحاد لهذا المسار السياسي، عوضا عن تركيز الطاقات على تطوير اللعبة في قارتنا ومواجهة التحديات التي تحتاج تكاتفنا في المجالات كافة كالتسويق وقطاع الناشئين واللعب النظيف والقائمة تطول، كما يؤسفنا أن يكرس الرئيس جزءا كبيرا من وقته وجهده في الفترات الماضية في محاولة استمالة اهتمامه ورعايته وتركيزه لدول شرق آسيا على دول الغرب، بدلا من العمل يدا بيد لما فيه خير لكرة القدم في آسيا.
ومن هنا أناشد المسؤولين بالاتحاد السعودي للوقوف بحزم في وجه الاتحاد الآسيوي، وأن يضعوا مصلحة المنتخب والبلد فوق كل المصالح، وأن يعملوا فعلا لا قولا لخدمة الكرة والرياضة السعودية من منتخبات وأندية ولاعبين وحكام من الفئات العمرية كافة.
- مأمون السمان