في مطلع العام الدراسي 1433 - 1434هـ، كانت هناك مبادرة جميلة لوزارة التربية والتعليم، تمثلت في مشروع التعلم النشط، والذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تغيير في دور الطالب والمعلم، فكان هدف الوزارة من هذا المشروع نشر ثقافة التعلم النشط في الميدان.
وعملت الوزارة البرامج التدريبية المكثفة لنشر هذه الثقافة على مستوى الوزارة وعلى مستوى إدارات التعليم وعلى مستوى مكاتب التربية والتعليم.
ووضعت برامج تدريبية مكثفة للمعلمين هدفت لتوضيح فلسفة التعلم النشط، وتوضيح متطلباته، وعناصره، وتصميمه، واستراتيجياته.... إلخ، واستهدفت في بدايتها معلمي المرحلة الابتدائية.
ومن خلال عملي في الميدان معلماً ومنسقاً ومدرباً لحقيبة التعلم النشط والتي تم إعدادها من قِبل الوزارة، نجد أن المشروع نظرياً يُعتبر من المبادرات الرائدة والتي تُبرز دور الطالب بانخراطه في الأنشطة ممارساً لمهارات عقلية، مثل مهارات التفكير ومهارات حل المشكلات وغيرها من المهارات، وربطها بواقع حياته لتكون ذات معنى، كما تُبرز دور المعلم كموجه ومرشد في تعلم الطالب.
ولكن عملياً وعلى أرض الواقع، نجد أن هناك بعض المعوقات والتي قد تقف عائقاً لتنفيذ مشروع التعلم النشط واستراتيجياته، من أهمها التقصير نوعاً ما في تجهيز البيئة التعليمية، فكثير من الفصول الدراسية في المدارس المستهدفة، تفتقر لأبسط الأجهزة والوسائل والمستلزمات التعليمية اللازمة، وما يوجد في الميدان من بعض بيئات التعلم في المدارس المستهدفة هي اجتهادات من المعلمين وعلى حسابهم الخاص. لذلك ومن خلال الزيارات الميدانية، نجد أن تجهيز البيئة التعليمية يُعتبر عنصراً أساسياً لنجاح مشروع التعلم النشط في الميدان.
واجب وزارة التربية والتعليم من وجهة نظري يتمحور حول نقطتين: الأولى قياس أثر مشروع التعلم النشط في الميدان، فقياس أثر المشروع في هذا العام 1435 - 1436هـ بدأ يخبو نوعاً ما، والأخرى تخصيص ميزانية للمشروع منذ البداية يُستفاد منها في تجهيز البيئات التعليمية للمرحلة المستهدفة من أجل نجاح واستمرارية مشروع التعلم النشط واستراتيجياته في الميدان.