إذا كانت الأمم والشعوب منذ أوجدها الله على وجه البسيطه تقاس بمدى ما توصلت إليه من فكر وتدبر ومن ثم استغلال ذلك في شتى نواحي الحياة، فإن المملكة العربية السعودية منذ توحيدها وضع قادتها نصب أعينهم بناء الإنسان فكرياً، وثقافياً وعلمياً فشجعوا العلم والعلماء.
والحاضر واقع نحسه ونلمسه ونراه ويمكن أن ننطلق منه إلى آفاق لا تحد. وسوف نتجاوز المستقبل بكل مصاعبه، ومتاعبه، وظروفه، وأشواكه ولن يقف عائقاً أمامنا بخيره وشره اذا ماتسلحنا بالعلم والمعرفة.
نحن بكل أمجاد أرضنا، وكفاح أهلها عبر العصور، لا نعرف العجز والوهن واليأس، وها نحن نصنع المسقبل بعزيمة أولئك الرجال الحكماء الذين آمنوا بحقهم وحق شعوبهم في العيش مع أمم الأرض بسلام، وأمان، وعدل.
ومسيرة أمير تبوك منذ تعيينه عام 1407 جهد مكلل بكل ما هو صالح وبناء من أجل الوطن والمواطن ومنذ تسنم الأمير فهد بن سلطان إمارة منطقة تبوك حظيت باهتمام وعناية أميرها بتاريخها العريق ومزاياها الفريدة لتأخذ نصيبها من عطاء التنمية والتقدم.
لتصل إلى ما وصلت إليه من اتساع، وتخطيط، واكتمال في الخدمات وتكون من أكثر المناطق سرعة في التطور.
إن الأمير فهد بن سلطان من القلائل الذي تتحدث أفعالهم بدلاً من أقوالهم الذين يزرعون في مواطنيهم شمس المعرفة، وينثرون في طريقهم الأمل، ويلمسون بقلوبهم آهات الناس، الذين يحركون السكون بشفافية صدقهم ووضوح أهدافهم معهم تتحقق الأهداف ويزداد النجاح.
لقد عايش أبناء منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان خلال ثلاثة عقود ولسان حالهم يقول حفظ الله الأمير أخا لنا يقودنا ويزين جمعنا، ويزيد فرحنا، ويعين ركبنا، يحذو حذونا، وإن جئنا إليه قدم كل ما لديه، ما عنده ادعاء ولا نزعة استعلاء، أخوة أخوة على خط النبوة. ولا غرابة إذا ما خصص الأمير فهد بن سلطان العديد من الجوائز في مختلف المجالات لأن الحياة من وجهة نظره لا تعترف باللابثين في أماكنهم القابعين في ثكناتهم، بل هي علو علو وصعود صعود.
وفي هذا المقام نخص جائزة الأمير فهد للتفوق العلمي لتكريم المتفوقين من ابناء المنطقة التي أفاض لها من حسابه ليقينه بأن الإنسان هو الهدف الأول الذي يجب الاهتمام به.
إن المعاني التي تجسدها جائزة الأمير فهد للتفوق العلمي هي مبعث العزة والإباء في نفوس أبناء منطقة تبوك منذ سبعة وعشرين عاماً لكونها رافداً من روافد العناية والاهتمام. ترعى المتفوقين، وتكرم المبدعين، وتكشف الموهوبين وتدعم التنافس على بذل الجهد في سبيل التفوق العلمي على خطى من كان لهم شرف نيل الجائزة خلال سنواتها الماضية. الذين كانت الجائزة دافعا لتميزهم حتى أصبحوا يشغلون وظائف مدنية وعسكرية مرموقة في بلادهم.
والجائزة في هذا العام تتشرف كما قال الأمير فهد بن سلطان بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مهرجانها للمرة الثانيه حيث كان سموه ضيف الجائزة في مهرجانها الحادي عشر عام 1420.
والأمير خالد الفيصل ضيف استثنائي غني عن التعريف ينير وجوده الحفل كالقمر في روعته. لم لا، وهو الوزير، والأديب، والمثقف، والشاعر الذي يمتلك صفات ومميزات كثيرة تلفت الأنظار نحوه وصل القمة بكل ثبات.
والمنطقة وأبنائها سعداء بمشاركة سموه الكريمة في مهرجان الجائزة لهذا العام وهم يقدمون أسمى آيات الحب والتقدير لصاحب سمو الملكي فهد بن سلطان مؤسس الجائزة وضيفه الكريم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم. ويحمدون الله على ما تنعم به بلادهم من أمن وأمان وخيرات مستفيضة في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.