هذا هو عنوان رسالة ترحيبية كتبها أحد البنوك الإماراتية بمناسبة اليوم الوطني للإمارات، وجدها زوار المطاعم وبعض المحلات التجارية هناك. وكأن البنوك تهدف الى تذكير المواطنين بمسؤوليتها الاجتماعية ومشاركتها في الاحتفال باليوم الوطني. وقد وقع في يدي تعليق على ذلك من أحد المواطنين السعوديين نصه «ذكرني -ذلك- بتفاعل بنوكنا مع مناسباتنا»!!
لقد كثر استياء المواطنين وانتقادهم لتواضع دور البنوك العاملة في المملكة تجاه المسؤولية الاجتماعية. وقد كتب الكثير - بما فيهم الفقير إلى ربه - مقالات عدة عن تراخي البنوك العاملة في المملكة عن القيام بمسؤولياتها الاجتماعية، بما في ذلك الإسهام في تنمية المجتمع، في دعم برامج الأسر المنتجة، في إنشاء المصحات، في دعم المبادرين من الشباب والشابات، في التمويل الميسر للمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، في إنشاء المعاهد ومراكز التدريب غير الربحية، في تدريب أبناء المجتمع وبخاصة أبناء ذوي الدخول المحدودة، في إنشاء دور الرعاية الاجتماعية، بل في الحد من الفقر!!!
وأشرت في مقال سابق بأنني لا أعلم بنوكاً في العالم تحظى بالمميزات التي يحظى بها قطاع البنوك السعودية سواء من الحكومة بما في ذلك تقديم الخدمات العامة والتسهيلات لها أو من المواطنين الذين يتنازلون بطوع إرادتهم عن أخذ أي فوائد على مدخراتهم البنكية بسبب تدين المجتمع وتحريم الربا.
وفي المقابل لا تسعفني معلوماتي عن بنوك أخرى أقل مساهمة اجتماعية من بنوكنا!!! يا لها من مفارقات عجيبة.
حان الوقت لمطالبة البنوك ـ بشكل مؤسسي منهجي وجاد ـ بتحمل مسؤوليتها الاجتماعية والوطنية.. لذا فإنني آمل من القائمين عليها ـ خاصة وقد عرف عنهم الوطنية والإخلاص ـ أن يبادروا إلى الوقوف مع النفس ومراجعة المسار والدفع ببنوكهم إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن. وحيث إننا في مطلع عام جديد تعلن فيه موازنات البنوك وإسهاماتها، ومن باب الإفصاح والشفافية، فلعل البنوك العاملة في المملكة تقوم بالإفصاح عن النسبة التي تقتطع من صافي أرباحها وتصرف على أعمال المسؤولية الاجتماعية. فهذا أدعى للموضوعية والخروج من الجدل. والأمل معقود أيضاً على مؤسسة النقد بأن تقوم مشكورة بتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد ووضع السياسات والضوابط الكفيلة بقيام البنوك بمسؤولياتها الاجتماعية والإسهام بشكل جاد وفاعل في برامج التنمية الاجتماعية.
فهل إلى ذلك من سبيل؟