يرمي الكرة في ملعب غيره ليتخلص من مسؤوليته..!!

عبدالله بن عبدالعزيز الفالح

على الجميع أداء وإنجاز الأعمال كما هو ومطلوب، ولنعلم بأن الله عز وجل يرانا ويعلم عنا قبل أن نحسب للمسؤول عنا أي حساب، المشكلة أنك تجد من يرمي الكرة في ملعب غيره ليتخلص من المسؤولية ومن تحمل الأخطاء التي وقعت خاصة ما له مساس وعلاقة مباشرة بالمجتمع، أو الأضرار التي حصلت في ذلك الحي أو هذا المشروع!!، وكما يتم مراقبة ومتابعة المتهاون والمتأخر عن إنجاز العمل وإهمال معاملات الناس، في المقابل يجب أيضا أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت!!، وما مدى إنجاز أعمال والتزامات الموظف لأمانته في عمله؟... لذلك لا بد من أن تكون تلك الحوافز وذلك التشجيع المادي والمعنوي ليس فقط على مستوى الإدارة الحكومية أو الجهة المعنية الأخرى. هذا تشجيعا للمخلصين والناجحين من مديرين ومسؤولين وموظفين، سواء كانوا صغارا أو كبارا، وبشكل موسع؛ حفزا للهمم ومواكبة للنشاط المؤسس والممتاز الذي انتهجوه خلافا لمن لا يلقي للأعمال بالا أو الاهتمام المطلوب وتأخير أعمال وإنجازات الآخرين!... بل يجب أن يعمل الموظف والمسؤول كل في مجال تخصصه بأمانته على عمله وإتقانه وأمانة الوقت الذي يقضيه بالعمل فلا يستغله خارج نطاق الإنتاج أو أمور لا تخص عمله، وحتى لا تحدث تلك العواقب الوخيمة جراء التقصير في الأعمال المناطة والموكلة إلى كل شخص أيا كان موقعه؛ صغيرا كان أو كبيرا، فالضعيف المتخاذل يجب أن ينتقل إلى صفوف الأقوياء الأوفياء قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، لهذا يجب على كل عامل وموظف ومسؤول أن يتحلى بصفتي القوة والأمانة وسائر الصفات العملية والعلمية الأخرى المطلوبة والمهمة, وخير العاملين أو الموظفين وحاملي الأمانة أيا كان موقعها هو من يتوافر فيه هذان الشرطان: القوة والأمانة، وإنجاز الأعمال دون تردد أو تهاون، وأقصد هنا قوة الشخصية والقدرة على حل الأمور بجدية وحزم على ألا يترتب عليه ظلم لأحد، والأمانة لها وجوه كثيرة منها أمانته على عمله وإتقانه وأمانة الوقت الذي يقضيه بالعمل فلا يستغله في غيره، والأمانة في الأموال والممتلكات الخاصة، فيأخذ كل ذي حق حقه -بإذن الله تعالى- ويسلم الناس من مشاكل وعواقب وأضرار تلحق بهم لا قدر الله... فمن التقصير وحاجة الأعمال إلى هاتين الصفتين وجود كثير من المشكلات المالية والإدارية التي تؤرق كاهل الناس وتقض مضاجعهم... وتحدث من ذلك عواقب وخيمة ومشكات لا يمكن تداركها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه..!! أما محاسبة ومعاقبة المخطئ فإن العقاب قد لا يصل إلى مستوى الخطأ الفادح، في كثير من المجالات المهمة التي تمس حاجة الناس وحياتهم ومصالحهم المهمة والضرورية... إذن من هذا المنطلق يجب العمل بحزم وعزم على محاربة كل ما يكون سببا في حدوث تلك الأمور والإشكاليات أو عدم اعترافه بالمسؤولية عن ذلك إذا كان هو المسؤول عنه، وهذه هو ما يؤخر إنجاز الأعمال والمهام الخاصة بالناس... جعلنا الله مخلصين للدين والوطن والمجتمع ومكتسباته وخيراته التي حبانا الله عز وجل ونؤدي الأمانة كما يجب... وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه... اللهم آمين.