نصبت الجهات الأمنية مشكورة نقاط تفتيش أمنية على مداخل عاصمتنا (المحروسة الرياض)، فإذا مرّ المواطن بهذه النقاط الأمنية يشعر بالانضباط الأمني، وينتابه الفخر والامتنان أن رجال الأمن عيون ساهرة، وجنود باسلة في وجه كل مجرم.. سائلاً الله لهم التسديد والتوفيق والنجاح.. لأن الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان لا يعرف مقدارهما إلا فاقدهما.. {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.. ممّن حولنا الذين أذاقهم الله لباس الجوع والخوف.. ومستهم البأساء والضراء وزلزلوا.. حتى غدا الأب يلهث في فجاج الأرض هائماً على وجهه، خائفاً على (أرضه - وقرضه - وعِرضه - و...)!
فالحمد لله أولاً وآخِراً وظاهراً وباطناً.. ولكن الذي ينغص هذه الجهود، ويكدّرها، ويكلح بوجهها البراق، هو حصول فوضى عارمة، وشغبٌ وصخب في مداخل الحواضر الكبيرة من مدننا العامرة كالرياض وغيرها.. وذلك أنك تجد المواطنين المحترمين يقفون صفاً واحداً بسياراتهم كأنهم بنيانٌ مرصوص، ملتزمين الأدب في مساراتهم ينتظرون دورهم في العبور من هذه النقاط.. فيأتي الفوضويّون المتخلفون الذين لا يحترمون أنفسهم ولا يقدّرون مشاعر الآخرين.. ويتجاوزون طابور السيارات من خلال التجاوز من على الأكتاف الترابية الأيمن والأيسر.. فيثيرون التراب والغبار في وجوه المواطنين المحترمين المنتظمين، الذين اصطفوا في مسارهم ينتظرون العبور!!
(فيكون الفوضوي هو الأولوية - أما مُحْترِم النظام فيُضام!!)، وهذه والله قسمة ضيزى، أقصد أن الذي تجاوز وحثا التراب والنقع في وجوه المواطنين هو الذي يتجاوز النقطة بسرعة ويغادر برعاية الله وحفظه.!!.. والذي يزيد الطين بلّة والداء علّة أن هذا الخلل المخجل يحصل أمام أعين رجال الأمن، جهاراً نهاراً عند أكثر مداخل المدن!!
وكان المفترض أن يكون أبسط جزاء في حقهم أن يَقفوا لمده ساعة أو ساعتين جزاءً لهم وردعاً لأمثالهم (لا كثّرهم الله).. لكن كما يُقال: من أمن العقوبة أساء الأدب!!
وإن عجز أمن الطرق عن معالجة هؤلاء الجهلة (ولا أخاله عاجزاً) فلا أقل من أن يضع صبّات صغيرة على جانب الطريق تمنع التجاوز إلا في المسار الرسمي الصحيح.. فكم عانينا وطالبنا وكتبنا في الجرائد.. ولكن لا حياة لمن تنادي!!
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وأنا أجزم قطعاً أنه يوجد لمثل هؤلاء عقوبات وجزاءات لكن أين تطبيقها؟!.. ولا يقل عن هؤلاء الفوضويون إلا إخوانهم الذين ما أن يروا أدنى زحام إلا ويتجاوزون من فوق الرصيف، وفي كل شر، وللإحاطة فهؤلاء ضررهم متعدٍ، فهم يغرون الجهلة بمشابهتهم، ويوغرون صدور الكرام بعدم معاقبتهم، والسلام عليكم.