أؤمن كثيراً بالأحلام، أحلام اليقظة والمنام.
أحلام اليقظة التي تمتعك لكنها لاتلهيك ولاتجعلك أسيراً لما يشبه السراب، أحلام المنام تلك التي تجعلك تسافر عبر أجنحة من نور وتحلق بك في فضاء يبدأ بلا انتهاء، تلك الأحلام التي تجعلك تتخفف من ثقل المشكلات والهموم وتصنع لك جسراً من الأمل بمستقبل قادم أجمل.
أقول ذلك وأعلم بأن هناك اختلافاً كبيراً حول مفهوم الحُلم مابين فئة وأخرى، فالبعض من الواقعيين العمليين يرونه مجرد هراء لايستحق التوقف لأجله والبعض الآخر من المتدينين يحترمون أحلام المنام جداً إلى درجة أنهم لايؤيدون الخوض فيها، أما أهل الفن وخاصة أولئك المستغرقون العاشقون للفن إلى درجة لاوصف لها فهم يستمتعون بها وبعضهم يراها مادة جيدة يمكن تسخيرها في كتابة ما أو في تشكيل لوحة.
وبما أننا نعيش منذ زمن صخباً وفوضى لانحسد عليهما في هذا العالم، هناك الكثير من الأحداث المتناقضة والصور المعكوسة والتحولات العجيبة التي لاتصدق، كل ذلك جعلنا في حالة من الحيرة وعدم الفهم لكثير مما يحدث، أقول ذلك لا لأجل بث الرعب في قلوبكم لكن لكي أوضح بأن تلكم هي المشاعر التي تنتابني أنا على الأقل وأعتقد أن البعض وربما الأغلبية يشاركونني هذا الإحساس المرير الذي يجعلنا نانف من السياسة ومتاعبها ونبحث عن لحظات استئنائية جميلة تستريح بها أرواحنا ونلتقط من خلالها هواء نقياً لم يلوثه غبار السياسة وأدرانها، ريثما نستعيد قوانا وقدرتنا على الاستيعاب والفهم.
** ذلك اليوم كنت خارج الوطن وقد تكاثرت المتاعب حولي، رأيت في المنام أنني في الدرجات الأولى من السلالم، كأنما كنت متوقفة لأمر ما لا أعلمه، فجأة رأيت رجلاً ذا شخصية شهيرة عُرف بعلمه وتفانيه بخدمة الآخرين وخدمة الوطن، لم تكن تربطني به علاقة ما لكنني كنت أتابع أخباره مابين الفترة والأخرى عبر وسائل الإعلام، رأيته في أعلى السلالم، يمد يده إلي، يناديني ويحثني على الصعود، كنت سعيدة جداً، بدأت الصعود وقد أصبحت يدي من يده قاب قوسين أو أدنى، صحوت من النوم وأنا في حالة من الارتياح لكنها سرعان ماتلاشت وتحولت إلى قلق وخوف حين تذكرت أن هذا الشخص قد رحل إلى العالم الآخر رحمه الله وغفر له، مرت الأيام بعدها بسلام ولله الحمد لكن حين أتذكر الآن لا أعلم هل أضحك لطرافة الحلم أم أبكي لسوء المصادفات؟!
****
تغريدة:
البحرُ غردَ في دمي والبحرُ يقتاتُ الحنين
مالي أراكَ معذباً والموج سيدُنا الدفين؟
ربما يعتقد أحدكم بأن هذه التغريدة قادمة من التويتر، لكن في الحقيقة لا، هذه الأبيات لأديب كمال الدين كُتبت قبل التويتر بسنين، وهي في مقدمة قصيدة بعنوان (أبجدية البحر) نُشرت في مجلة الآداب عام 1988 م، وهي مجلة شهرية متوقفة حالياً. كان بودي لو أكملت القصيدة لولا انتهاء مساحة الزاوية فالأبيات اللاحقة أكثر جمالاً، حيث يكتمل من خلالها المعنى.