الرياض - محمد السهلي
خسرت صناعة الصيرفة الإسلامية أحد أبرز مناصريها في نيجيريا. كثيرون منا لم يسمعوا عن لاميدو سنوسي. ذلك المسلم الذي اختارته مجلة التايم كواحد من أبرز 100 شخصية مؤثرة في العالم.
لم يتوقع الفائز بجائزة أفضل محافظ مصرفي في العالم، والممنوحة من مجلة «ذا بانكر»، أن يشاهد جهاز أمن الدولة يحتجزه في المطار، لدى عودته من مهمة عمل بالنيجر، لساعات قليلة ويصادر جوازه. وذلك بعد أن تم زعم وقوع مخالفات مالية في البنك المركزي. وجاءت تلك الأحداث بعد أيَّام من اتهامه شركة النفط الحكومية بارتكاب أعمال اختلاس، لكنه طعن على القرار وقضت له المحكمة بتعويض قدره 300 ألف دولار، عن احتجازه في مطار لاجوس. وكان الرئيس جوناثان جودلاك قد أوقف سنوسي عن العمل ومبعدا في نفس الوقت واحدا من أشد منتقدي سجل الحكومة في التصدي للفساد في أكبر منتج للنفط في افريقيا.
عُزل سنوسي من منصبه في البنك المركزي في فبراير شباط بقرار من الرئيس بعد أن قدم للبرلمان أدلة على أن شركة البترول الوطنية النيجيرية المملوكة للدولة لم تسدد 20 مليار دولار لخزائن الدولة.
ولدى سنوسي مصداقية عالية لدى المستثمرين الأجانب وهو يتمتع بشعبية بين المستثمرين الدوليين بسبب سياساته التي تحارب التضخم. لكن اصطدامه مع الحكومة في السابق ربما يجعله شخصية مثيرة للانقسام على الساحة المحلية بصورة أكثر من سابقه الذي نأى بنفسه عن السياسة. ولعب دورا مهماً في نشر ثقافة إدارة المخاطر بعد تقلده منصب محافظ البنك المركزي في 2009، وساهم بشكل فعال في إنقاذ العديد من البنوك النيجرية من الإفلاس. كما لعب دورا كبيرا في تشجيع مبادرات الصيرفة الإسلامية والصكوك بالاقتصاد النيجيري. وقد لا يعلم الكثير ان سنوسي يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية من جامعة الإفريقي الدولي في الخرطوم. وبإقالته يتوقع الكثيرون ان يتوقف تقدم الصيرفة الإسلامية وذلك بسبب عدم وجود داعم لها من الشخصيات الاعتبارية.
أعلى شخصية
ولأنه كان مقدرا له أن يخدم بلاده، فإنَّ رحلة سنوسي لم تتوقف عند القطاع المصرفي. فقد أجمع حكماء بلاده على تعيين محافظ البنك المركزي النيجيري السابق ليكون ثاني أعلى شخصية إسلامية في البلاد. وكان قرار الحكومة المحلية بتعيين لاميدو سنوسي أميرا لكانو - وهو واحد من أكثر المناصب تأثيرا في شمال نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة - مفاجئا لكثير من الناس الذين توقعوا أن ينتقل هذا المنصب من أب لابنه كمؤشر على الاستقرار، بينما يواجه الشمال أعمال عنف مسلحة يشنها متشددون إسلاميون.
وسنوسي منتقد مفوه لسجل الفساد الحكومي. وصار أميرا بعد يومين من وفاة عمه الأمير السابق. ولا توجد آلية تلقائية لتوريث الابن منصب والده كأمير المدينة الذي لديه سلطات دستورية وتأثير كبير على مسلمي المنطقة. وينبغي أن ينتمي المرشحون للمنصب إلى عائلات قيادية ويدرجون في قائمة قصيرة تضعها لجنة من «أصحاب النفوذ».