الرس - رشيد عبدالرحمن الرشيد:
الرس المحافظة بدأت تتنفس هواءً فنياً من خلال عروض مسرحية للمرة الثانية، فبعد مسرحية (المجانين) في العام الماضي وما أخذت من بعد إعلامي وتكرار العرض المحلي على مستوى الوطن... بل هجرة العرض إلى القاهرة..
أزيح الستار عن مسرحية أخرى حملت اسم (مال البخيل) مجموعة من الشباب الهواة من أبناء المحافظة بقيادة الممثل والمخرج صالح الحناكي الذي وقعت عينه على نص مسرحي للكاتب والفنان أحمد الحسن ليتم الاتفاق على السماح بعمل البروفات عليه ومعالجة النص ليصبح مشاهد متكاملة بدأت رحلة التدريب عليها قبل فترة وليلة الثلاثاء 2-2 1436هـ كان عشاق هذا الفن مع العرض الأول على مسرح كلية العلوم الصحية التطبيقية بحضور جمهور كبيرة وضيوف شرف ونقاد ومتابعين.
وكانت اللوحة الرئيسية هي قهوة سامي الشعبية ملتقى مختلف شرائح المجتمع وهناك على هامش القهوة بورصة العقار.. والأغنياء والفقراء والصعاليك والشعراء والمنشدون.. (وهناك حكاية الهامور العقاري البخيل الذي يحاول أن يفترس الضعيف صاحب المنزل المتهالك بعد أن شعر أن هناك شركة استثمارية تبحث عن موقع المنزل بالتحديد.. ليقدّم الرشوة لمندوب الشركة الذي أظهر أمانته.. وأوحى لصاحب المنزل بذلك... ليعمل حيلة ويقلب السحر على الساحر بعد أن تراجعت الشركة عن رغبتها بالموقع ليقع البخيل الجشع ضحية لجشعه).. لقد وفّق الممثلون في التعبير وتوصيل رسالة بأسلوب ممتع وأداء مشوّق ومقاطع متناسقة وحساب الوقت (الذي تأخر بدايته نسبياً) وكشفت هذه المسرحية عن مواهب واعدة تحتاج لمزيد من التدريب والتشجيع والدعم.. وأن يقفوا خلف مظلة حكومية تقدم السند والعون لهم حتى لا يحبطوا في منتصف الطريق. وأدعوا محافظ الرس ورئيس البلدية إلى تأمين مقر دائم لملتقاهم من خلال تخصيص جناح مصغر لهم في مركز الأمير سلطان الحضاري مستقبلاً وأن تكون جمعية الثقافة ونادي القصيم الأدبي سنداً لهم في رحلة الإبداع.
إن بصمة هذه المجموعة والتي حملت عنوان (فرقة ورشة العمل المسرحي بالرس) صنعت لها صدى على مستوى منطقة القصيم وربما أبعد وأصبح هناك تعاون وتبادل الخبرات والزيارات الشرفية وهذا عنصر إيجابي.. وإن وجود راعي ذهبي لهذه المسرحية (رواد العشب الصناعي) لهو واقع قوي وثقة بالأداء والتميز وانتصار للنشاط المسرحي الذي اختفى حتى على المستوى المدرسي إلا محاولات خجولة وعلى استحياء.. وفي رأيي أن المسرح يبقى نافذة جميلة وثقافة وفناً ينشر الوعي والمتعة وهو متنفس رائع للشباب ومجال خصب لتنمية ملكة الإبداع والتعبير المباشر متى ما توافرت مقومات النجاح.
ويسعد (الجزيرة الفنية) أن تبارك للنجوم الذين تألقوا في هذه المسرحية وهم (ممدوح الرثيع وسامي الحربي ومشاري الخليفة وعبدالعزيز العليان ومحمد شعبان وتركي الشدادي وعبدالله الحناكي).
ومن وجهة نظري أن عنوان المسرحية قد لا يكون مناسباً لأنه حصر الجشع بالبخيل وهذا ليس دائماً، فهناك من يتصف بالكرم لكنه يحمل سلوك الجشع.