من حسن الطالع أنه في كل مرة تجيء الأوامر السامية في وطننا الغالي سابقة للأحلام بسنوات، محيلة ملفات القضايا المهمة لمن هم أهل لها، وأقدرعلى حمل أمانتها، وأدعى أن يحققوا الرؤى والتطلعات، وأحرى أن يقفزوا بالمؤسسات مختصرين المسافات، متجاوزين وعثاء السفر. ولقد سبق أن قال أحد شعراء السعودية في بدايات توحيد مناطق المملكة قصيدته الشهيرة التي كانت موجهة للأمير والفارس الشجاع/ عبد العزيز بن مساعد بن جلوي - رحمه الله - أحد أبرز الأبطال الأشاوس، ومفخرة من مفاخر التاريخ المشرف للمملكة العربية السعودية ابن عم الملك عبد العزيز وأحد أهم قادته وهو أبرز من نار على علم، وهو صاحب النخوة المشهورة: (خيال الخيل فدواي الشيخ معزي) وبيت الشاعر الذي أعنيه هنا هو:
(يامير علّه يجيك عيال ثلاثةٍ غير عبد الله مثل الشنيفي وابن بتال وابن نويصر وضيف الله)
. وبالفعل صدق قوله، ورزق بصاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود، الذي صدر يوم الأربعاء المنصرم أمرٌ ملكي بتعيينه أميراً لمنطقة نجران، بعد أن ظل يشغل منصب نائب أمير المنطقة الشرقية لمدة 11 عاماً، كما أنه الابن الأصغر للأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود، إنه الأمير المحبوب والقوي الأمين، ما استلم أمانة إلا وأداها على تمامها، وما ترك مكاناً يمره بغير بصمات التطوير والتنظيم.
و تمتد - بحول الله - سنين طوالاً، حافلة بخلاصة خبرات سموه المتراكمة من مجالات عدة في مناصب عديدة تقلدها قوياً أميناً بما ورثه من والده -رحمه الله-، من حنكة وبعد نظر وصرامة في الحق وما يتمتع به من إجرائية وعملية باستطاعتها تغيير نظام إدارة المناطق التي تحظى به.
أنني ومنذ أن كنت طفلا صغيرا وأنأ أسمع الكثير من المواقف المشرفة لوالده أميرحائل السابق الأمير عبدالعزيز بن مساعد مع والدي وأعمامي خاصة ومع بقية أبناء قبيلتي الذين كانوا في مهمات العمل العسكري بمنطقة حائل في شمال السعودية أثناء تلك الحقبة الزمنية من بدايات مراحل تأسيس وتطوير البنى التحتية كبقية مناطق ومدن وقرى في جميع أنحاء المملكة، ولكن شاء الله ثم القدر والتقيت بابنه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد في أول شهر تم تعيينه نائب أمير المنطقة الشرقية ووقف موقفا مشرفا ومنصفا وصريحا، بدون أن يعرف العلاقة السابقة بين والده -رحمه الله- مع والدي وجماعتي في الماضي، والسبب هو أن الشجرة الطيبة لا تثمر الا الطيب والمفيد دائما، حيث إنه وخلال فترة 11عاما التي مارس فيها منصبه الأخير نائب الأميرالمنطقة الشرقية، فإنها بحق تسجل بماء الذهب لصالحه تاريخ ناصع مشرف مميز كان مثلاً يحتذى به وها هو اليوم يتولى منصب أمير منطقة نجران خلفاً لأمراء عظام سابقين، فهنيئا لنجران وأهالي نجران بهذا الأمير المحبوب، لأننا في المنطقة الشرقية قد عهدناه حريصاً على المشاركة في جميع المناسبات التي يدعونه المواطنين وأبناءهم إليها، كما أنه كان متسلحاً بالعلم والانضباط واحترام جميع من يفد الى قصر الإمارة من مواطنين ومقيمين وكل صاحب شكوى ومظلمة.
في الختام، أود القول ومن أعماق قلبي، وداعاً يا أميرنا المحبوب أبوعبدالعزيز، وهنيئا لمنطقة نجران وأهالي نجران وكل مقيم في نجران بكم، وهنيئا لك بهم، كما اتمنى لك التوفيق في كل مكان وأنت اهل لثقة ولاة ألأمر إن شاء الله، وفقك الله وسدد خطاك ونفع بك واعانكم على حمل ألأمانة.