مفهوم التمكين «Empowerment»، مشتق من كلمة power، أي القوة، والترجمة إلى العربية، تعني التمكين، وهو «يختص بمنح القائد السلطة المتعلقة بالأعمال والموضوعات ضمن تخصصه الوظيفي، وتحريره من الضبط المحدد عن طريق التعليمات، ومنحه الحرية لتحمل مسؤولية آرائه، وقراراته، وتطبيقاته» ببساطة هو منح الصلاحيات لاتخاذ القرارات وتحمل مسؤوليتها.
ويتطلب أن تكون القيادة الإدارية تتسم بالتالي:
- العلم والمعرفة والمهارة.
- الاتصال والشفافية وتدقيق المعلومات.
- الثقة بين القائد والمرؤوسين.
هذا ما يتجه إليه علم الإدارة الحديث. فكيف نتجه نحن وتحديدا مع النساء؟
لفت نظري في أوراق العمل التي قدمتها كل من الدكتورتين المتميزتين عزيزة الرويس وهيلة الفايز في مؤتمر القيادات الإدارية في الأجهزة الحكومية، المنعقد في معهد الإدارة نهاية الأسبوع الماضي (2-4) ديسمبر 2014 أن المرأة لاتزال بحاجة إلى دعم القرار السياسي فيما يتعلق بتمكينها، فالتفاوت فيما بين الجامعات في تمثيل المرأة يكون ناتجاً عن اتجاهات الذكور حيالها فإن كانوا يؤمنون بقدراتها فإن مستوى التمكين يرتفع وإن كان العكس فإنه يتراجع. وهنا يتطلب الأمر تنظيمات عليا تتيح للمرأة نظاما نسبة من مقاعد المناصب القيادية في الدولة، التي يحتل نسبتها الأكبر الرجال.
ومن خلال دراستي واحتكاكي في جامعة الملك سعود وسير عمل اللجان التي كان لي معها ارتباط كملتحقة في برنامج الدكتوراه أرى استحواذ الرجال على رئاسة اللجان ورئاسة الأقسام والعمادات وكذلك مناصب الوكلاء ومديري العموم في وزارة التعليم العالي فضلا عن منصب نائب الوزير مع أن هذه الوزارة المهمة جدا تدير مؤسسات جامعية أكثر من نصف طلابها هم من الإناث وهي مؤسسات مجتمعية تنويرية يتطلع منها المجتمع إلى أن تكون هي السباقة إلى تمكين المرأة الجديرة ويتضمن التمكين العمل على تأهيل الكفاءات النسائية السعودية والتوطين وتذليل العقبات والدعم اللوجستي والتوعية المجتمعية بحق المرأة في الشراكة في العمل وصنع القرار. هذا هو المتوقع من جميع وزارات الدولة. ولعل في طرح مثل هذه الموضوعات المهمة التي يشكر عليها ولا شك معهد الإدارة وكذلك الباحثتين لعل في طرحها يؤدي إلى إحداث تنظيمات جديدة تدعم وجود المرأة في مراكز صنع القرار. فاليوم المرأة السعودية تجاوزت الحاجات الأولية في هرم ماسلو وتجاوزت كثيرات منهن مستوى تقدير الذات وهن الآن في أعلى الهرم يتطلعن لتحقيق الذات من خلال المشاركة في اتخاذ وصنع القرار في تنمية وطنهن.