الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
أكد مدير عام السجون في المملكة اللواء إبراهيم بن محمد الحمزي أننا لا نزايد على أحد في مسألة احترام الحريات وحقوق الإنسان وأسلوب التعامل مع السجناء داخل إصلاحيات المملكة.
وقال اللواء الحمزي وهو يرد على سؤال لـ(الجزيرة) حول الحريات داخل السجون ووضعها بين سجون العالم وأين تقع؟ فقد أجاب بأن سجوننا مفتوحة لمن يرغب الوقوف على حقيقتها ونحن نفخر أن حقوق الإنسان لدينا مصانة وخصوصًا حقوق النزيل وأن قواعد الأمم المتحدة تطبق لدينا ولكننا أيضًا وقبل كل ذلك ننطلق من شريعتنا الإسلامية التي تكفل حقوق الإنسان وحريته، مشيرًا إلى أن النزيل في السعودية يتمتع بكامل حقوقه داخل السجون من خلال برامج تأهيلية وإصلاحية وأن المملكة تقع في دول متقدمة في هذا المجال.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) إلى أين وصلت مشروعات السجون الجديدة أبان اللواء الحمزي قائلاً: إن المشروعات الجديدة التي يتم تنفيذها حاليًا لا يوجد لها مثيل في العالم وسوف نعمل على دعوة وسائل الإعلام لزيارة مواقع السجون الجديدة وعلى ما تحتويه من خدمات سوف ينعكس أثرها على السجين أثناء محكوميته.
وقال اللواء الحمزي: إنه يجري حاليًا تنفيذ الإصلاحيات الأربع فئة (أ) في كل من الرياض وجدة والطائف وتبلغ طاقتها الاستيعابية 7278 نزيلاً للإصلاحية الواحدة، وقد تم الانتهاء من تنفيذ إصلاحية الرياض وجدة ويجري حاليًا إيصال الخدمات (الكهرباء - المياه - الاتصالات - الطرق) وهي في مراحلها النهائية لها ومن ثم سيتم تشغيل واختبار الأنظمة كاملة لتلك الإصلاحيات، أما إصلاحية الطائف فقد بلغت نسبة إنجاز الأعمال 67.19 في المئة بينما بلغت في إصلاحية الدمام 32.78 في المئة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في نادي ضباط قوى الأمن بمناسبة أسبوع النزيل الخليجي الثالث وقد ألقى اللواء الحمزي كلمة أوضح فيها حرص سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على تطوير البرامج التأهيلية والإصلاحية في سجوننا لإعادتهم صالحين في مجتمعهم ورعاية أسرهم.. مؤكدًا أننا لن نصل بخدماتنا إلا من خلال تعاون مشترك من خلال الآراء والإعلام، مشيرًا إلى أن أسبوع النزيل الخليجي هو رسالة قوية للمجتمع.
من جانبه قال الأستاذ محمد الزهراني الأمين العام للجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم بأن هذه اللجنة هي شريك رئيس للسجون للعناية بالسجناء وأسرهم أثناء وجودهم في السجون أو بعد خروجهم من خلال خطط وإستراتيجيات مهمة تنفذها اللجنة من خلال 215 مكتبًا في أنحاء المملكة مؤكدًا أن القطاع الخاص مهم لنا لقبول السجناء بعد خروجهم للعمل لديهم وتقديم الدعم والتسامح ونقبل بدمجهم في عجلة الاقتصاد.
وحول إعادة دمج النزيل في المجتمع وإسقاط السابقة علق الزهراني أن هناك تعاونًا مع مؤسسات المجتمع المدني بوجود صندوق خيري اجتماعي وهو ممول من قبل وزارة المالية يقدم دورات للسجناء تعليمية في مختلف التخصصات ويتم طلبها بعناية وحتى الالتحاق بالجامعات هناك جهود تبذل لتحقيق رغبة النزيل كاشفًا أن لدينا اتفاقًا مع العديد من المؤسسات في القطاع الخاص وبراتب فوق 5000 ريال مع تأمين صحي للمفرج عنه ومزايا أخرى لأن هناك مزايا أعطيت للقطاع الخاص في حالة توظيف شخص مفرج عنه.
ولذلك لا يوجد لدينا مشكلة لوجود التوظيف والتأهيل والبرامج التي تخدم السجين داخل السجن وبعد خروجه.
وبين العقيد أيوب بن نحيت مدير عام الشؤون العامة بالإدارة العامة للسجون بأن هناك مشروعات كبيرة سوف تظهر للعيان خاصة من خلال التعاون مع القطاع الخاص بما يحقق طموحات المفرج عنهم في مجال التوظيف وقد سعدنا جدًا بتعيين أحد الأشخاص مديرًا لأحد المصانع.
وحول تأخير تسلم النزيلات من قبل وزارة الشؤون أو أولياء أمورهن أوضح اللواء الحمزي لا بد أن تكون مؤسسات المجتمع المدني شريكًا معنا في العناية بالنزيل أو النزيلة وهذا في الواقع نجده ولكن تحتاج الأمور إلى تنسيق.
والمديرية العامة للسجون تسعى وبشكل عاجل إلى توفير كافة الخدمات حتى تصل السجينة لوزارة الشؤون الاجتماعية.. وهناك جهود من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية واللجنة الوطنية للسجناء كما أن على الأسرة دورًا بأن تلعب معنا دورًا لاحتضانها.
وحول إيجاد محاكم داخل السجون أوضح اللواء الحمزي أن هناك جهودًا إلى أن تكون المحاكم ليس داخل السجون وإنما قريبة جدًا من السجون بحيث تكون سرعة الانتقال وطلب السجين قريبًا من هذه المحاكم وهناك مشروعات يتم تنفيذها ضمن مشروع الملك عبد الله لتطوير القضاء بوجود محاكم قريبة من السجون وأن المحاكمة عن بعد تم تنفيذها في سجن الملز وتم النظر في حوالي 17 قضية من قبل القضاة..
وعلق د. أيوب بن نحيت عن ظاهرة عدم تسلم السجينات من قبل أقاربهن وأوضح أنها ليست ظاهرة أبدًا في مجتمعنا وهي لا تشكل 1 في المئة وإدارة سجون النساء تعمل من خلال الاختصاصيات وربط السجينة بأسرتها وتقريب وجهات النظر.. وهي حالات محدودة.
** وحول نتائج الأسابيع الخليجية للنزيل أوضح العقيد ابن نحيب فإن هناك تفاعلا 100 في المئة من قبل الجهات ذات العلاقة وهناك محاضرات وزيارات.. وندوات إعلامية في مجال التوعية وكذلك إشراك النزيل في شرح معاناته وأبان أننا كنا تعاني من صدق السجين ولكننا نعاني حاليا من صدق الإفراج لصدمة السجين بالرفض من أسرته أو المجتمع ونحن نعمل على إصلاح هذه الفجوة من خلال هذه الأسابيع...، مشيرًا إلى أن هناك من ينتكسون ويعودون إلى السجن بسبب رفض المجتمع.
وأضاف اللواء الحمزي أن الأسورة الإلكترونية سوف تعمم على النزلاء بعد نجاحها وأن هناك خططا في مجال التغذية.
المشاركون الخليجيون لـ(الجزيرة):
وقد التقت «الجزيرة» بالضباط المشاركين من إصلاحيات دول الخليج العربي، فقد قال المقدم سالم خميس عبد الله من دولة الإمارات العربية المتحدة فقال: كان لنا الشرف الكبير أن نكون في بلدنا الثاني المملكة العربية السعودية للاطلاع على تجربة المملكة في مجال السجون وقد وجدنا تجربة ثرية لنا في العديد من الأمور الإصلاحية والتأهيلية ووجدنا أ، هناك ما سوف نعمل على تطبيقه..
المقدم رايد خليف الشمري من دولة قطر.. مشاركتنا مع أخواننا السعوديين في مناسبة أسبوع النزيل الخليجي تجربة رائدة أن نتبادل الخبرات فيما بيننا وقد وجدنا أن هناك برامج تأهيلية ثرية في سجون المملكة... وكل عام نستفيد ونجد ما هو جديد.
** الملازم أول سعود بن سالم السليماني من سلطنة عمان قال: نحن نشارك أخواننا الخليجيين هذا الأسبوع وبما يخدم السجين وبما يطور من منظومة العمل داخل الإصلاحيات ووجدنا أن هناك تطورًا وبرامج جيدة تقدم للسجناء داخل المملكة.. والمملكة لها تجربة رائدة.
** المقدم مطلق النوامس من دولة الكويت قال: هذه الفعاليات لها أثرها الكبير على العاملين في الإصلاحيات في دول المجلس ونحن نستفيد من تجارب بعضنا البعض للرقي بتأهيل السجناء وإصلاحهم حتى يعودوا أعضاء نافعين في مجتمعاتهم مع تطوير العمل الإصلاحي ونحن وجدنا أن هناك تطويرًا وتقدمًا في الإصلاحيات في المملكة وسوف نستفيد من هذه التجربة.
** الملازم فهد الكهوجي من مملكة البحرين الشقيقة قال: وجودنا مع اخواننا في المملكة في هذه الاحتفالية أكسبنا خبرة ووجدنا أن هناك برامج تأهيلية وخططًا وأفكارًا سوف تعمل عليها بما يعود على السجين بالفائدة وهي فرصة لتبادل الخبرات وسوف نستفيد من تجربة تحفيظ القرآن الكريم وتحقيق العقوبة على السجناء من خلال حفظ كتاب الله.
وحول سؤال عن دعم اللجنة الوطنية من قبل أهل الخير وهل تعاني من ضائقة مالية نفى الزهراني بأن الهيئة لا تعاني من الحصول على المال.. ولكن الهيئة تتطلع إلى دعم أكبر على أن تعمل على رعاية السجين وأسرته.