حائل - عبدالعزيز العيادة:
أعلنت جامعة حائل إطلاق كبرى المبادرات التطوعية المجتمعية على مستوى الجامعات بالمملكة لإعداد أجيال من الطلاب المؤهلين لمجالات التطوع الخدمية لخدمة المجتمع بالمنطقة، تزامناً مع انطلاق أعمال وأبحاث كرسي الأمير سعود بن عبدالمحسن لدراسات العمل الأهلي والخيري بالمملكة. وأبرزت جامعة حائل توجهها بدمج طلابها مبكراً مع اللجان الاجتماعية بالنوادي الرياضية والثقافية والأدبية والجمعيات الاجتماعية ولجان التنمية الاجتماعية والمؤسسات الحكومية ذات الصبغة الخدمية والمجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية والجهات ذات العلاقة بالعمل التطوعي الحكومية والأهلية؛ وذلك لتأسيس تجربة محليّة، تكون منطلقاً لبرنامج وطني رائد في مجال التطوّع، ولمساعدة وتحفيز طلاب وطالبات الجامعة على إنتاج أعمال ومشاريع وابتكارات علميّة بتطبيق ما تعلّموه في الجامعة لإنتاج مشاريع تقدّم بشكل تطوّعي للجهات ذات العلاقة بالعمل التطوّعي، من أجل أن تخدم هذه المشاريع المجتمع، ودمج طلاب الجامعة في البرامج المنفَّذة في الجمعيات والمؤسسات الخيريّة، وإعداد متطوعين محترفين قادرين على تحمّل المسؤولية الاجتماعية وجاهزين للانخراط في الجهات التي تُعنَى بالعمل التطوعي من خلال التدريب والتأهيل المتخصص، وتشجيع العمل التطوعي، وغرس مفهوم المبادرة والشعور بالمسؤولية لدى الطلاب، وغرس مفهوم الولاء والانتماء للمكان الذي يعيش فيه المتطوع بشكل عام والوطن بشكل خاص، واستثمار موارد الحاضر لكسب مستقبل أكثر وعداً وإنجازاً في الأصعدة كافة، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة للمساهمة في وضع أنظمة ولوائح تدعم وتنمّي وتحمي العمل التطوعي، وإقامة المشاريع والبرامج والمهرجانات السنوية، التي تُعنى بنشر ثقافة العمل التطوّعي، ودمج طلاب الجامعة في الأعمال التطوّعية المختلفة لخدمة مجتمعهم، وإقامة معرض الفرص التطوّعية السنوي للجهات ذات العلاقة، وإقامة مجموعة من المحاضرات والندوات وورش العمل، يقدمها محاضرون محليون ودوليون من ذوي الاختصاص في مواضيع تتضمن دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في الارتقاء بالعمل التطوعي، والآثار السلوكية والاجتماعية للتطوع، وأثر العمل التطوعي على النهضة الحضارية والتقدم المدني، وطرح خيارات موسَّعة ومتنوّعة لفرص وبرامج العمل التطوعي لطلاب الجامعة بما يتلاءم مع اهتماماتهم المختلفة، والتسجيل في هذه البرامج بشكل دوري وإلكترونًّا من خلال موقع (بوابة العمل التطوّعي) على الإنترنت؛ وذلك تمهيدًا لمستقبل إدراج العمل التطوعي ضمن متطلبات التخرج من الجامعة، وأن يتخرج الطالب مستقبلاً بسجل مهاري Skills Transcript، إضافة إلى سجله الأكاديمي، يؤهله ويرفع من قدراته ومهاراته للاندماج في مستقبله الوظيفي، ويفسح له فرص ومجالات سوق العمل؛ إذ يتم إدراج ساعات العمل التطوعي ضمن متطلبات التخرج من الجامعة.
وكشف معالي مدير جامعة حائل، الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم، أن العمل التطوعي في الجامعات لا يعتبر نشاطاً فحسب، وليس من الترف، بل هو ضرورة؛ ويجب أن يُعدَّ عملاً مؤسسيًّا، يبني شخصية الطالب في خدمة مجتمعه بما يملكه من قدرات ومهارات وخبرات. وشدد معاليه على وجوب إشراك الشباب بعد انخراطهم في العمل التطوعي في تنفيذ البرامج التطوعية التي يرون أنها مناسبة من خلال خبراتهم ومهاراتهم.
وقد أعلن معاليه جوائز ممولة من الجامعة لأفضل عمل، ومبادرة ومشاريع وأندية تطوعية بالجامعة. كما أشار معاليه إلى أن الجامعة ستنظِّم معرضاً للعمل التطوعي، يسهم في خلق التنافس بين المتطوعين - إن شاء الله -. كذلك سيتم تنظيم مشاريع وبرامج تطوعية أخرى، تسهم في نماء وانتشار العمل التطوعي.
من جانبه، ذكر عميد شؤون الطلاب الدكتور سعود النايف أن العمل التطوعي من أهم الأعمال التي أوصت بها قيمنا الدينية، مشدداً على الطلاب بأهمية الالتحاق بالأعمال التطوعية، التي وفَّر لها معالي مدير الجامعة المتطلبات المعنوية والمالية. وأوضح الدكتور سعود النايف أن هذا المشروع كان هاجس وفكرة معالي مدير الجامعة، والآن تحققت الفكرة، وتحول الحلم إلى واقع. وذكر أن الجامعة بوصفها مسؤولة عن الإعداد المتكامل لطلابها حريصة كل الحرص على تأسيس أطر التعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع وهيئاته، لإبداع البرامج التي تستوعب طاقات الشباب، وتوظيفها في تنمية مجتمعهم، وتطوير بيئتهم على أسس تجمع بين المنطلقات الإسلامية والوعي الوطني والمسؤولية الاجتماعية.. ودور الجامعة في تدريب طلابها على تحمُّل المسؤولية وإعطائهم الإذن بممارستها، في إطار إشراف مؤسسي للجامعة، وتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
فيما أشار مدير إدارة العمل التطوعي بالجامعة الأستاذ محمد نازل اللويش إلى أن الإدارة تعمل على إعداد طلاب وطالبات الجامعة للعمل التطوعي، وغرس مفهوم المسؤولية الاجتماعية والمواطنة، وتزويد الطلاب والطالبات بالمهارات التي تمكنهم من القيام بالأعمال التطوعية على أسس صحيحة علمية وأكاديمية، وغيرها من أعمال الخدمة العامة والشراكة التطوعية مع الجهات ذات العلاقة، ويتم تزويدهم بذلك من خلال إقامة دورات تدريبية متخصصة في مجال التطوع والاحترافية فيه، وتوفير الفرص التطوعية. فيما تعمل على نشر ثقافة العمل التطوعي، وتشجيع العمل التطوعي المعتمد على المهارات التي يمتلكها الطالب. واستعرض اللويش تصورًا شاملاً عن الإدارة وأهدافها، والخطة الاستراتيجية التي تعمل عليها الإدارة للوصول إلى الهدف المنشود من إنشائها. وأضاف اللويش بأن الإدارة تعمل على استحداث مناهج خاصة للعمل التطوعي داخل الجامعة، وكذلك العمل على طلب الموافقة لمنح الطالب المتطوع رخصة معتمدة في العمل التطوعي، وشهادة ذات قيمة تطوعية، وسجلاً مهاريًّا، إضافة إلى سجلّه الأكاديمي؛ ليُحتَسب له في حياته العملية بعد التخرج، ويمكّنه، ويرفع كفاءته للانخراط في سوق العمل. مشيراً إلى أنه تم تخصيص وإنشاء مقررات للعمل التطوعي، ويتم العمل على إضافتها إلى المسارات الدراسية في السنة التحضيرية لهذا الغرض، وأن إدارة العمل التطوعي في الجامعة تعمل أيضاً على إجراء بحوث ومشاريع ينتجها الطلاب، كلٌّ بحسب تخصصه، ويتم تقديم هذه المنتجات العلمية المتميّزة بشكل تطوعي؛ ليخدم الجهات الخيرية والمستفيدين منها في المنطقة، وكذلك الجهات التي تُعنَى بالعمل التطوعي، وذلك بعد تحكيمها واعتمادها.
وتم في حفل التدشين الذي رعاه معالي مدير جامعة حائل، بحضور وكلاء الجامعة، عرض فيلم وثائقي حول العمل التطوعي في الجامعة، كما تم عرض نماذج من مشاريع تطوّعية مختلفة، قام بها طلاب وطالبات الجامعة. وفي نهاية الحفل قام معاليه بالتوقيع على لوحة تفاعلية بعبارات تطوّعية كرسائل تحفيزية لكل متطوّع في الجامعة.