تونس - فرح التومي - الجزيرة:
نفى الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية اليسارية أن يكون قد أعلن عن دعم الجبهة للباجي قائد السبسي المرشح للانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية، مؤكدًا أن قيادة الجبهة هي التي ستحدد الموقف النهائي اليوم الاثنين إثر اجتماع مجلس امنائها.
وأضاف الهمامي أن بعض الأطراف والمواقع تستعمل أساليب غير نزيهة ظنًا منها أنها ستربك الجبهة أو ستؤثر في قرارها، ولكن سيتبين لها في النهاية أنها مخطئة في حساباتها على حد تعبيره.
ولا تزال الجبهة الشعبية التي تضم 10 أحزاب يسارية تعيش انقسامًا داخليا حول موقفها الرسمي من السبسي بعد أن كانت حسمت أمرها في المرشح الثاني للرئاسية المنصف المرزوقي الذي تعارض بشدة عودته إلى سدة رئاسة الدولة على خلفية انتمائه للترويكا المستقيلة وميله الواضح لحركة النهضة التي ساندته سرا في الجولة الأولى للاستحقاق الرئاسي.
وكانت الجبهة الشعبية قد استنكرت عبر قيادييها ما اسمته»بالتحالف الندائي النهضوي وما انجر عنه من اقتسام مناصب مكتب رئاسة مجلس نواب الشعب الجديد، حيث تم إقصاء مرشحة الجبهة وتزكية مرشح حزب الاتحاد الوطني الحر الذي حصل على منصب نائب ثان للرئيس فيما منصب النائب الأول للقيادي النهضوي عبدالفتاح مورو.
وتجدر الإشارة إلى أن الطيب البكوش الأمين العام لحزب حركة نداء تونس أعلن أن انتخاب رئيس مجلس النواب ومعاونيه لا علاقة له بأي اتفاق حول ترويكا جديدة، قائلاً: «ما حصل هو مراعاة لترتيب الأحزاب التي فازت بالتشريعية حيث كان النداء في المقدمة، ثم حركة النهضة ثانية وحزب الاتحاد الوطني الحر ثالثا
وأكد البكوش، أنه لن يتم تشريك حركة النهضة الإسلامية في تشكيل الحكومة القادمة، موضحًا أن انتخاب عبدالفتاح مورو نائبًا أول لرئيس مجلس نواب الشعب لا يعني تقاربًا أو تحالفًا بين نداء تونس والنهضة. وبخصوص غياب الجبهة الشعبية عن رئاسة البرلمان، قال الطيب البكوش أن الاتحاد الوطني الحر أعلن صراحة دعمه لقائد السبسي، بينما لا تزال الجبهة مترددة وهو ما جعل الحزب يدعم مرشحة الاتحاد الوطني الحر فوزية بن فضة لمنصب نائب ثانٍ لرئيس البرلمان الندائي محمد الناصر.
وفي الشأن الأمني لا تزال القوات العسكرية والأمنية مرابطة على الحدود الجنوبية مع الجارة ليبيا، فيما تؤكد أخبار موثوق بها أن المعارك بين الفصائل الليبية زادت من اقترابها من المعبر الحدودي رأس جدير، ويخشى التونسيون أن تعمق الأزمة الليبية جراحهم وتضاعف مخاوفهم من تنامي الحركات الإرهابية بعد انتشارها في الجبال والمرتفعات التونسية بالرغم من ملاحقتها من طرف عناصر الجيش والشرطة.
ويتابع التونسيون بخوف شديد أخبار الحرب في ليبيا متوجسين خيفة من نقلها إلى تونس التي تستعد لوضع نقطة النهاية لمرحلتها الانتقالية الصعبة عبر تنظيم الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها يوم 21 ديسمبر الجاري.