متعب صالح عبدالله الفرزان - العمارية:
صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز ولد بمكة المكرمة عام 1344هـ وهو الابن الرابع عشر للملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وقد نشأ الأمير مشعل كسائر إخوته ينهلون من والدهم القائد العظيم الملك عبدالعزيز الفضائل والأخلاق الحميدة والصفات الطيبة، وكان الملك عبدالعزيز حريصاً على اصطحاب أبنائه معه في معظم تنقلاته وبدأ الأمير مشعل مرافقة والده منذُ الصغر واكتسب خلال تلك المرحلة حكمة الملوك وصرامة الحكام وتواضع الزعماء، وقد استفاد الأمير مشعل من مرافقة والده المؤسس من حنكة وحكمة ودهائه وقوة شخصيته وعدله وحرصه على محبة أفراد الشعب ولم تكن رفقته لوالده مقتصرة على مجالسه اليومية بل حتى في رحلاته الخارجية، لقد كان هو وإخوته من جيل الشباب متلاحمين متلازمين حريصين كل الحرص على مرافقة والدهم الملك عبدالعزيز في كل وقت ليتعلموا منه جميع الخصال الطيبة.
وكان الملك عبدالعزيز حريصًا على تسليحهم بالعلم الشرعي وسائر العلوم المختلفة حيث أسس لهم مدرسة خاصة داخل القصر وكان يقوم بالتدريس فيها أستاذ يتقن التدريس والخط آنذاك وهو المرحوم محمد الحساوي من أهل الرياض وكان يلقب بالحساوي لكثرة أسفاره للإحساء وبلدان الخليج بالإضافة إلى الأستاذ محمد بن عقيف، وكان الأمير مشعل يدرس في هذه المدرسة بصحبة إخوانه، وقد أقيم استعراض في الرياض يوم السبت 9 رجب 1353هـ بمناسبة ختم الأمير مشعل قراءة القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وكان الملك عبدالعزيز شديد الحرص على غرس أخلاق الأمراء والفرسان النبيلة في أبنائه وتعليم الفروسية وكان الأمير مشعل كبقية إخوانه يمتطي الخيل في سن مبكرة.
وفي ظل الرعاية الفائقة من الملك عبدالعزيز -غفر الله له- بتنشئة أبنائه حمل الأمير مشعل الكثير من الصفات القوية والخبرة والدراية التي جعلت الملك عبدالعزيز يتوسم فيه القيادة ويوكل إليه مهامًا تولى مسؤوليتها وهو في سنٍ مبكرة.
أول المناصب الحكومية:
أوكل جلالة الملك عبدالعزيز لنجله صاحب السمو الملكي الأمير مشعل مهمة رئاسة الديوان الملكي وهو في ريعان شبابه، واستمراراً لثقة الملك عبدالعزيز بقدرات نجله القيادية وإدراكه بقوة صفاته الشخصية عينه نائباً لوزير الدفاع في 1 شوال 1363هـ ليقوم بمهام شقيقه وزير الدفاع الأمير منصور بن عبدالعزيز الذي يتلقى العلاج في باريس، وقد ساهم الأمير مشعل مع أخيه الأمير منصور في صناعة الجيش السعودي والعمل على بنائه وتطويره وإحداث نقلة نوعية فيه وتحويله من بدائي إلى جيش منظم، وبعد وفاة الأمير منصور -رحمه الله- صدر المرسوم الملكي الكريم في 5-8-1370هـ بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مشعل وزيرًا للدفاع ومفتشًا عامًا في عهد والده -رحمه الله-.. في عهد الأمير اكتمل مشروع المصانع الحربية وتشكلت مناطق عسكرية جديدة وأنشئت مستشفيات عسكرية متطورة وكذلك تطوير الأسلحة.
وفي عام 1961م تم تعيين الأمير مشعل بن عبدالعزيز أميراً على مكة المكرمة حتى عام 1970م وقد شهدت مكة المكرمة تطورًا وازدهارًا ونمواً في عهد سموه الكريم وبعد ذلك قرر سموه الكريم ترك السياسة والتفرغ إلى حياته الشخصية.
وفي عام 1428هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله ومتعه بالصحة والعافية- أمراً كريماً بتعيين سموه رئيساً لهيئة البيعة ولايزال.
يتصف سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز -حفظه الله- بصفات الخصال الحميدة، يتصف بالحكمة وبعد النظر والصدق وحسن المعاملة ولا يتخذ قرار ولا يقوم بإجراء ولا يتصرف تصرفًا إلا بعد التروي، وكما أن سموه الكريم حريص كل الحرص على أن يكون كل ما يقدمه للآخرين من معونة سرًا لا يعلم به أحد، فمن مبادئ سموه أن الأعمال الخيرية يجب أن تكون سرًا حتى لا يدخل فيها الرياء.. ويقوم سموه الكريم بدعم الجمعيات الخيرية وبناء المساجد وصيانتها وفرش ما يحتاج فرشه ولا يعلم بذلك إلا الله سبحانه والعاملين مع سموه الكريم الذي يحثهم على عدم إبلاغ أحد بذلك، كما أن سموه الكريم يقوم بتوفير المصليات المتنقلة في جميع مناطق المملكة.
كما تنبأ سمو رئيس هيئة البيعة -حفظه الله- إقامة مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لمزايين الإبل بأم رقيبة والتي تعتبر الجائزة الأولى على مستوى دول الخليج العربي والتي يرعاها سموه الكريم ويتكلف سموه بجوائز هذه المسابقة من حسابه الخاص والتي تقام كل عام في أم رقيبة والتي يشارك فيها الإخوة من دول الخليج.
كما وجه سموه الكريم بإقامة لجان دعوية لإقامة المحاضرات الدينية التي تحث على التمسك بالدين والعقيدة وطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والحث على طاعة ولي الأمر والمحافظة على استقرار أمن هذا البلد ونبذ العنصرية بجميع أنواعها.
كما وجه سموه الكريم باستحداث جائزة ضمن مهرجان أم رقيبة تحت اسم جائزة الأمير مشعل بن عبدالعزيز للوطن والمجتمع التي تمنح لمن يقدم خدمات جليلة للمجتمع، كما أن بركة هذا المهرجان عمت الجميع من المشاركين سواء من أصحاب الإبل أو غيرهم.
لقد أصبحت أم رقيبة بفضل الله وما يقدمه سموه الكريم سوق عالمي للبيع والشراء حتى أصبحت المملكة المركز الأول في اقتناء الإبل الأصائل والسلائل النادرة. كما يصاحب مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لمزايين الإبل في أم رقيبة سوق لبيع الأعمال اليدوية يحضر إليه المتسوقين من جميع أنحاء المملكة ودول الخليج لتسوق واقتناء الأعمال البدوية النادرة وتعتبر أم رقيبة أكبر سوق في العالم لبيع الإبل الأصائل والنادرة، ويحرص الدبلوماسيون الغربيون على حضور توزيع الجوائز في نهاية المسابقة وحضور الفعاليات المصاحبة لتوزيع هذه الجوائز، حتى أن بعض أبناء الغرب أصبحوا يقتنون الإبل ويتاجرون بها بعد مشاهدتهم هذا المهرجان الذي يعتبر مهرجان دولي للإبل الأصائل.
كما أن سمو رئيس هيئة البيعة وجه ابنه الأمير سعود بن مشعل بأن يتابع المهرجان من بداية انطلاقه وتذيل الصعاب وعلاج السلبيات أن وجدت ولا يخلو مهرجان من السلبيات ولكن يجب أن ننظر إلى الإيجابيات، كما أن سمو الأمير سعود بن مشعل قريب من المشاركين ويتقبل الآراء والاقتراحات لتطوير هذا المهرجان العالمي.
كما أن رجال الأمن متواجدون بصفة دائمة وجميع القطاعات الخدمية حاضرة لتوفير ما يحتاجه المشاركين والمتسوقين.
نسأل الله أن يوفق سمو رئيس البيعة وأن يمده بالصحة والعافية على تبنيه هذه الجائزة التي أطلق عليها اسم موحد البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.