أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم إقالة المدرب الإسباني لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي الأول من منصبه؛ وذلك عقب خسارة الأخضر لقب بطولة خليجي 22، التي أقيمت مؤخراً في مدينة الرياض.
إقالة لوبيز ليست خبراً جديداً نسمعه بل أصبحت عادة ـ مع الأسف ـ نسمعها بعد كل إخفاق للمنتخب؛ إذ أصبح المدرب شمّاعة نعلق عليها الإخفاقات والانتكاسات!!
نعم، ظهر منتخبنا السعودي بمستوى متواضع في البطولة الخليجية، وأخفق في تحقيقها رغم ما حظي به من دعم كبير من قيادتنا, لكن إقالة المدرب ليست حلاً..!! يجب أن يفتش المسؤولون باتحاد الكرة عن أسباب الإخفاق والتراجع الكبير و»المخيف» للكرة السعودية في السنوات الأخيرة.
لا داعي للمجاملات، ويجب على المسؤولين أن يخرجوا من صمتهم، ويؤكدوا أن المنتخب السعودي يمر بمرحلة عصيبة. فالمسألة ليست إقالة أو تعاقداً مع مدرب أو إبعاد لاعب واستدعاء آخر, فنحن لدينا ما يكفينا، ونستطيع أن نتعاقد مع أفضل مدرب، ولدينا لاعبون في المنتخب يعدون من أفضل العناصر في آسيا, لكن لكي يعود أخضرنا السعودي لسابق عهده نحتاج إلى معالجة أمور عدة, من أهمها إحداث غربلة وتغيير في بعض القيادات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، التي لم تقدم أي إضافة منذ سنوات. وسؤالنا هنا: لماذا ومتى ستتغير إذا لم يكن هناك جديد ولم تقدم المفيد لرياضتنا السعودية؟! والغريب أنهم يظهرون عندما نخسر بطولة أو مباراة، ويخرجون بتصاريحهم المعتادة، ويؤكدون أن المنتخب لم يقصر، وقدم كل ما لديه، ويشكرون اللاعبين على جهودهم؛ ليمتصوا غضب الجماهير السعودية، ولا يعلمون أن هذه التصاريح هي من سبب النكسة للكرة السعودية. كما يجب معالجة مشكلة «التعصب الرياضي»، ذلك العنصر الفتاك والمرض العضال الذي تفشى في الآونة الأخيرة، وأعمى العديد من الإعلاميين المحسوبين على الإعلام، الذين سببوا الاحتقان لدى الجماهير؛ إذ يظهرون على الشاشات، ويكتبون في الصحف، ويدافعون عن أنديتهم، ويستنقصون من الأندية الأخرى. فإذا كان هذا وضع إعلامنا والإعلاميين فلا عتب على الجماهير. وهذا التعصب لاحظناه بشكل كبير من خلال بطولة الخليج الأخيرة، وأصبحنا شماتة للمنتخبات الأخرى. وهذا ليس في صالح رياضتنا السعودية، ويجب على قيادتنا من أعلى سلطة أن تجد حلاً جذرياً لهذه المشكلة واستئصالها من جذورها ومحاسبة المتسببين ومعاقبتهم وتحذير وسائل الإعلام كافة من ممارسة هذه الآفة الخطيرة.
نتمنى من المسؤولين أن يتحركوا سريعاً، وينقذوا ما يمكن إنقاذه؛ لتعود هيبة الأخضر ورياضتنا السعودية إلى سابق عهدها؛ إذ إنه يؤسف أن آخر إنجاز حققه الأخضر وصوله للنهائي الآسيوي عام 2007 م!! أي بمعنى أن الأخضر لم يحقق أي بطولة طوال الأعوام السبعة الماضية، وهذا دليل على ما تعيشه الكرة السعودية من انحدار وهبوط في المستويات. فجيلنا الذهبي في الثمانينات والتسعينات وحتى بداية الألفية الميلادية لم يغب عن أي بطولة، وكان متسلطاً على عرش آسيا، وشارك في كأس العالم 4 مرات، وحقق بطولة أمم آسيا ثلاث مرات, وكذلك حقق بطولتين لكأس العرب, وثلاث بطولات للخليج, ونحن هنا نتساءل: أين هذه الإنجازات؟ لماذا هي غائبة في وقتنا الحالي؟!
ختاما.. نحن متفائلون خيراً بقائد شباب المملكة والمسؤول الأول عن رياضتنا الأمير عبد الله بن مساعد لفكره الرياضي الكبير وبُعد النظر لديه، وهذا ما عرفناه عنه منذ دخوله المجال الرياضي، ونحن متيقنون تماماً بأنه أحرص على رياضتنا والرقي بها. وكل عام وقيادتنا ووطننا ورياضتنا بألف خير.
- حمود المطيري
تويتر: hamod1717