التعسف الوظيفي للمرأة

منيرة بنت محمد الخميري

رغم ما نشهده من توجه كبير في دفع المرأة لمناخ العمل في جميع القطاعات العام والخاص ومع ذلك تواجه المرأة تمييزاً وظيفياً وممارسات تعسفية!!

نهضة أي مجتمع تقوم على تضامن جهود المرأة والرجل فكلاهما مكمل للآخر.

ولكن تظل النظرة للمرأة في مجال العمل أقل من الرجل وإن كانت أعلى منه شهادة أو خبرة أو تميزت في العمل وامتلكت شخصية قيادية لم تتوافر في الرجل.

التعسف الوظيفي ممكن أن يُصنّف كعنف خفي تتعرّض له المرأة لم تُسلط عليه الأضواء بشكل يمنحها الأمان في موقع وظيفتها وما ينالها من تسلط أو هضم حق.

ويبقى التعسف الحالة الشاذة للخروج من منظومة العدالة التي نادت بها الشريعة الإسلامية.

المرأة التي يقع عليها التعسف بدون حول ولا قوة واغترار المدير بسلطته ونفوذه وخاصةً في حال تميزها فإنه يحولها إلى النقيض فالتعسف محرقة الإبداع.

للتعسف عدة أسباب منها شخصي ومنها عدم وضوح الأنظمة وغياب الشفافية التي لا تساعد على معرفة ما لك وما عليك،

كما أن التعسف له عدة طرق ربما يكون إحداها ممارسة الضغط النفسي على المرأة مما يجبرها على ترك وظيفتها.

طبيعة مجتمعنا وما نحن فيه هو ما جعل الرجل في كل مواقع القيادة في مجالات العمل في كل قطاعات الدولة وبحكم المجتمع الذكوري والعلاقات الوظيفية والشخصية تضيع وتُهضم حقوق المرأة.

فالمرأة تعاني من عدة جوانب في مواقع عملها.

- الغموض وعشوائية القرارات تؤثّر نفسياً وبالتالي يتأثر إنتاج الموظفة، هنا أركّز على أهمية وجود بيئة مناسبة ومناخ عمل صحي.

- لا يحق للمرأة تقلّد أي منصب، بل زملاؤها من الذكور ممن هم على نفس تخصصها أو أقل وأقل خبرة منها يحظون بتلك المناصب!

- قرار الرجل في العمل هو الصائب والمنفذ في أغلب الأحوال.

- غيرة الرجل من المرأة في العمل يوجد مناخاً سيئاً للإبداع والإنتاج.

- الرجل هو من يحظى بالدورات والندوات والانتدابات وورش العمل والمرأة مهمشة!

- المرأة لا يحق لها أن تناقش أو تبدي رأياً، بل عليها التنفيذ وإن كان الأمر خطأ ومن بعد ذلك تمنح حق النقاش!!

- في ظل الانفتاح في مجال العمل يكون هناك ضرورة حضور المرأة للاجتماعات للمشاركة ومعرفة مستجدات العمل ونقاش العوائق لديها وطرح أفكار وحلول وخطط ولكنها تهمش مع أن حضورها يرفع من مستوى تقدير الذات والثقة والاحترام المتبادل بينها وبين زميلها الرجل.

ما زلنا نعيش للأسف تحت سطوة بعض المجتمعات الذكورية التي لم تتخط بعد عقدة الأنثى!

رغم تلك التحديات التي لا يريد البعض الاعتراف بالانفتاح الثقافي والتفجّر المعرفي والوعي لدى المرأة وأن لديها من الكفاءة والطاقة الإيجابية ما يرتفع من مستوى أداء العمل ويميزها عن زميلها الرجل.