معرض الكويت للكتاب..!!

مشاري الماهل

كلّ الأشياء خاضعة لقوانين التغير والتعديل إلا الثقافة لا تخضع إلا لقانون الإبداع والتجديد والتطور لمواكبة جيل سيصبح واعياً ومتفهماً ومُدركاً ما يحصل من حوله لكي يُعمر البلدان ويصافح السحاب بأماني الطامحين.. ها هنا حينما تتجه نحو معرض الكتاب في الكويت فأنت ها هنا تحتاج لجراح ماهر وغرفة عمليات لكي تقوم بعملية تشريح لجسد الثقافة المتهالكة والتي تتعايش أواخر أيامها من خريف الحروف والكلمات المتساقطة على أرصفة الضياع.

فها هنا لا يوجد هنالك تنظيم لصالات حفلات التوقيع لمن أراد الاحتفال بولادة كتاب تعب وسهر الليالي كتب ورقة ومزق ألف ورقة ولا يعرف أن كتابه سيصبح يتيماً من دون اهتمام المسؤول وكل ما هو موجود حفل توقيع في دور النشر التي لا حول ولا قوة بمساحة قبر على شارعين وعمود إنارة مدفوع الفاتورة لصاحبنا المسؤول.

فتجد هنالك تجمهراً غفيراً وصفوفاً من المثقفين في زحمة الممرات وبجانب الكتب حينما يتكئون عليها وهم يصارعون ساعات الانتظار وصراخ أصحاب دور النشر؛ حينما تتحد أصواتهم بنفس الصرخة (لا تنتظر هنا إذا ما تبي تشتري مني).

كلّ شيء في المعرض فقير وحاله أصبح سقيما، الزائر كالمسافر الذي أضاع دربه وزاده وما زال يبحث عن ما يروي عطشه، والإضاءات وديكورات دور النشر التي تقترب بالصورة وتتشابه كنسخة من الكربون من تنظيم ختام الأنشطة الطلابية في مدرستي الابتدائية قبل أكثر من خمس عشرة سنة.

عزيزتي.. عزيزي

حينما انتقد فلا أبحث عن التجريح والتقليل ولكن أريد مجتمعاً واعياً لما يدور حوله من طقوس يمارسه المسؤول المطيل بنومه طوال تلك المدة وعندما يستفيق من النوم العميق في أواخر أيام التخريب يصفق له الجميع على أنه منحهم فرصه التسول بين حنايا الكتب ورفوف المكتبات الهابطة.