الجزيرة - المحليات:
تنطلق في جدة غداً المرحلة الثالثة لفعاليات ملتقى المبتعثين الذي تنظمه وزارة التعليم العالي لمبتعثي المرحلة العاشرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي.
وكانت الرياض والخبر قد استضافتا خلال الأسبوعين الماضيين المرحلتين الأولى والثانية من ملتقى المبتعثين المرشحين الذي يهدف إلى تعريف الحضور بإجراءات الابتعاث، وإجراءات التأشيرة، والدخول، والأنظمة الأكاديمية، والقانونية في دول الابتعاث لتيسير أمور المبتعث، وتجنيبه المشكلات الناتجة من قلة الخبرة والمعرفة.
كما تحرص الوزارة في الملتقيات على تقديم كل ما يحتاجه المبتعث، حيث استعانت بالأجهزة ذات العلاقة كالملحقيات الثقافية، والسفارات، وخبراء الابتعاث لتقديم محاضرات في الملتقى لتوعية الطلاب.
وخلال هذه الملتقيات أكدت وزارة التعليم العالي على عدة محاور جاء منها أن الابتعاث في المرحلة العاشرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سيقتصر على الجامعات المتميزة، حيث أوضح وكيل الوزارة للبعثات الدكتور ناصر بن محمد الفوزان أن الوزارة اعتمدت في اختيار الجامعات على 4 تصنيفات عالمية للجامعات المتميزة هي تصنيف شنغهاي، التايمز، كيو- أس، وتصنيف يو إس نيوز، لافتاً إلى انه تم اختيار المجالات الدراسية التي تم الابتعاث إليها في المرحلة العاشرة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وذلك عبر اختيار أفضل 200 جامعة في كل تصنيف ووضعها في قائمة موحدة خاصة بالمرحلة العاشرة.
ولفت وكيل الوزارة إلى أن تصنيف الجامعات جاء ضمن حقول دراسية تشمل الطب والصيدلة والعلوم الطبية، الهندسة وعلوم الحاسب، العلوم الأساسية، علوم الحياة، العلوم المالية والاقتصادية، وعلم القانون، مبيناً أن كل حقل دراسي خصصت له جامعات محددة ضمن أفضل الجامعات العالمية للدراسة فيها.
وفي محور آخر ،حذرت وزارة الخارجية من خلال مشاركة ممثلها في الملتقى الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشمري من الوقوع في قضايا مخالفات نظام الهجرة والإقامة، ومخالفة أنظمة الدراسة والجامعات من خلال ممارسات تتضمن عدم الانتظام بالدراسة، تسجيل ساعات دراسية أقل عن الحد الادنى المطلوب، الغياب، حذف ساعات دراسية أو فصل دراسي، والانتقال من مؤسسة تعليمية الى أخرى بدون اذن ، وعدم دفع رسوم الدراسة في وقتها.
وأوضح الدكتور الشمري أن الخدمات التي تقدمها الممثليات الخارجية للمملكة لمواطنيها في الخارج تشمل الخدمات القانونية في حال تعرض أي من المواطنين بالخارج للإيقاف على ذمة أي قضية ودفع الكفالات المادية، علاوة على تقديم الخدمات الاجتماعية في حال الطوارئ بما في ذلك الايواء والاجلاء.
وحثت وزارة الخارجية على التعرف على القوانين التي يجب مراعاتها عند السفر والدراسة في الخارج، وأهمها قوانين الهجرة والإقامة، قوانين الجامعات بما تتضمنه من حقوق وواجبات المغتربين، وقوانين المرور، وقوانين السكن والبيئة، وقوانين الأماكن المحظورة على الأجانب، وقوانين الملكية الفكرية، وقوانين العلاقات الاجتماعية والعائلية إضافة للقوانين الجنائية.
وفي جانب أهمية دور المبتعث في تعزيز الصورة الإيجابية لوطنه، ومواجهة الإساءات التي قد تتعرض لها المملكة العربية السعودية من قبل الجهات المغرضة، أكدت وزارة التعليم العالي عبر محاضرة المستشار بالوزارة والمتحدث الرسمي وأستاذ الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور محمد بن عبدالعزيز الحيزان أن الطالب هو الأقدر على مواجهة تلك الوسائل باعتباره يتمتع بأقوى نموذج من الاتصال لمواجهة التأثير السلبي لوسائل الإعلام.
وفي محاضرته دعا الحيزان إلى التعامل بحذر مع وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت عموماً، وتجنب المزاح في الموضوعات المثيرة للجدل، مؤكداً أن الطالب يتجسد به أقوى أنواع التواصل وهو الاتصال الشخصي المباشر، القادر على تغيير قناعات الأشخاص إذا ما دعمه السلوك الإيجابي، لافتاً إلى أن ما يليه في التأثير هو الاتصال الجمعي والمتمثل في الحديث إلى حشد، ويمكن للطالب استثمار فرصة التحدث أمام زملائه وأساتذته في الفصل الدراسي، من خلال الحديث بشكل مسؤول.
وحول الوسائل التي يمكن للمبتعث ممارسة الاتصال الإيجابي أوضح الدكتور الحيزان أهمية استثمار المشاركات العلمية في قاعات الدراسة بحيث يختار المبتعث موضوعات البحوث في شؤون ذات علاقة بالمملكة، والمشاركة بمحاضرات وعروض عن المملكة في الندوات أو الملتقيات العامة، والمشاركة في المعارض الدولية التي تنظمها الجامعات بصورة سنوية بأنشطة ثقافية مختلفة تعكس الوجه الحضاري والتاريخي للمملكة، مشدداً على أهمية أن يتحدث الطالب من واقع إلمام كاف بالموضوع الذي يتحدث عنه ، والمشاركة في الجهود التطوعية التي يقوم بها عدد من الطلبة في حال الكوارث والأزمات أو الحوادث، مشيراً إلى أمثلة مشرفة لطلبة سعوديين في الخارج ساهموا في نقل صورة حضارية مشرفة عن وطنهم وقيمهم الإسلامية.
وفي جانب الشؤون الأكاديمية والطلابية أكد مساعد الملحق الثقافي للشؤون الدراسية في الولايات المتحدة الدكتور محمد بن عبدالرحمن العمر على أهمية لجوء الطالب للمصادر الصحيحة لتلقي المعلومة، لافتاً إلى عدم إمكانية تغيير التخصصات بالنسبة لطلاب المرحلة العاشرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بعد صدور قرار الابتعاث ومباشرة البعثة وذلك لارتباط التخصصات بالتخصص الأساسي في مرحلة البكالوريوس التي درسها الطالب.
وأشار العمر خلال محاضرته في ملتقى المبتعثين إلى أهمية التحقق من عقود السكن للطلبة الدارسين في الخارج، وضرورة التأمين على المركبات حتى لا يتعرض الطالب إلى محاذير قانونية، مشدداً على تجنب الغش والالتزام بالأمانة العلمية وعدم الاستفادة من الآخرين بشكل غير نظامي في الأبحاث العلمية، داعياً إلى إجراءات الاختبارات المعيارية لطلبة اللغة بشكل متعدد وعدم الاكتفاء بما يقدم في معاهد اللغة.
واشتمل البرنامج التثقيفي للملتقى على محور التعامل مع القوانين والأنظمة الدولية،ومحور أنظمة معادلة الشهادات قدمتها الإدارة العامة لمعادلة الشهادات بالوزارة، فيما استمع الطلبة إلى محاضرة حول سلامة المبتعث من أخطار المخدرات، ودور المبتعث في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة، إضافة إلى محاضرة أخلاقية لنشر الثقافة الاجتماعية والشرعية بين المبتعثين، والإجابة على تساؤلاتهم حول بعض المسائل التي قد تواجههم في بلدان الابتعاث وكيفية التعامل معها.
وشاركت السفارة الأمريكية بمحاضرات تعريفية حول إجراءات التأشيرة والدخول إلى أمريكا، وأبرز القوانين التي ينبغي على الطلاب اتباعها، أو تجنب مخالفتها خلال السفر للخارج والدراسة، فيما قدمت الملحقية الثقافية بألمانيا محاضرة للطلبة المبتعثين إلى ألمانيا حول الأنظمة الأكاديمية في ألمانيا، وتناولت الملحقية الثقافية في أمريكا محور القبول الطبي وقبول اللغة للطلبة المبتعثين إلى أمريكا، فيما تعرف الدارسون على الأنظمة التعليمية والأكاديمية في كندا وإيرلندا قدمتها المحلقية الثقافية في كندا وإيرلندا.