طهران - أحمد مصطفى:
أشعلت تصريحات وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف حيال الدور الدبلوماسي في تسوية القضية النووية خلافاً حادًّا مع الحرس الثوري. وفي هذا السياق، انتقد قائد الحرس اللواء محمد جعفري تصريحات وزير الخارجية الإيرانية ورئيس وفد البلاد المفاوض في المحادثات النووية محمد جواد ظريف، بسبب تصريحاته للطلبة الإصلاحيين بأن دبلوماسية الحكومة والفريق المفاوض هي التي جعلت إيران أكثر أمناً، وأبعدتها عن شبح الحرب. وفي مقابل ذلك، صرح قائد الحرس، الجنرال محمد علي جعفري، قائلاً: إن القوة العسكرية الإيرانية هي التي جعلت خطاب البلاد أقوى، وشكّلت قوة ردع منعت أعداء إيران من مهاجمتها، والاستمرار في اتباع سياسة إخضاعها. وأضاف بأن الولايات المتحدة جربت كل خياراتها ضد إيران، ولم تفلح، ولم يعد أمامها خيار إلا أن تقبل بواقع البلاد؛ ولهذا قررت خوض المحادثات معها على طاولة واحدة. ويتعاطى الحرس الثوري ومؤسساته الإعلامية بحذر مع المباحثات النووية، ويتهم حكومة الرئيس حسن روحاني بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء، خاصة في دبلوماسية المصافحة مع أمريكا، والدخول معها في مباحثات سرية وخلف الأبواب المغلقة. وفي هذا السياق، انتقد نائب قائد الحرس الثوري، العميد حسين سلامي، تصريحات حكومة روحاني التي تعول على الجهد الدبلوماسي في تسوية الملف النووي، ورفع المشاكل الاقتصادية، وقال: إن القدرات والتجهيزات العسكرية هي التي وفرت أرضية قوية للجهاز الدبلوماسي الإيراني، فهذه حقيقة لا يجب تجاهلها على الإطلاق. مضيفاً: المنظومة العسكرية هي التي ساهمت في بناء الثقة، وإيقاف المتطلبات الأمريكية. من جانبه، أوضح الجنرال عبد الله عراقي أن المنظومة العسكرية هي التي شكلت قوة الردع. وقال نائب وزير الدفاع إن إيران ستستمر في تطويرها وتطوير صواريخها وأجهزة رصدها ورادارتها دون أية مساعدة خارجية، ورغم فرض العقوبات، وهذا بما يتناسب والتهديدات المستمرة. وإلى جانب جنرالات المؤسسة العسكرية، تحرك المحافظون في البرلمان ضد تصريحات وزير الخارجية، وقال النائب مهدي موسوي نجاد، المحسوب على المحافظين: إن سياسة التفاوض التي تحدث عنها ظريف لا علاقة لها بحفظ أمن البلاد وإبعادها عن الحرب. معتبراً تصريحاته غير عقلانية وغير واقعية. وطالب وزير الخارجية بـ»ألا يتحدث كما لو أن كل إنجازات البلاد تذهب هدراً، فلولا المنظومة العسكرية الإيرانية لما استطاعت القوى الكبرىلتراجع عن تهديداتها لإيران واختيار الجلوس إلى طاولة الحوار. ويتهم الحرس الثوري أمريكا بأنها وراء الإرهاب العالمي ودعم داعش في العراق وسوريا، فقد اتهم قادة الحرس أمريكا وبعض الدول الأخرى بإثارة البلبلة في المنطقة، فيما أكدوا أن الدور الإيراني في تعاظم، وهو الدور الذي وصل إلى العديد من الدول، واستطاع الوقوف بوجه هذه المخططات.