كنت كتبت مقالة عن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم قبل بضع سنوات، أتناول فيها حسن أسلوبه، وجميل صياغته، فهو متحدث بارع، ولا تغيب عنه المفردة المعبِّرة، حيث إنه يصل كلامه بلا انقطاع.
واليوم احتضن «الواتس أب» مقطع تشرفه بزيارة متنزه خزاز في محافظة دخنة، إذ كان اسم المتنزه تبعًا لسلسلة جبال خزاز، فقد عرض المقطع لقاءه مع بعض المتنزهين، إذ حلَّ ضيفًا على أحدهم حين تناول فنجانًا من القهوة، ثم تبع ذلك توزيع قطع الحلوى على الأطفال إهداءً من سموه.
إنه الأمير المحبوب الذي قد اعتاد أهل القصيم على تواضعه وحسن مكارم أخلاقه، فقد شمل عطفه الطفل الصغير والرجل الكبير، بتلك الأبوة يضوع الحنان من الأمير المحبوب بلا مقدِّمات أو سابق استعداد، وإنما حين رأى الأطفال في المتنزه أحب أن يدخل فرحة أخرى تزيد على فرحتهم بهذا المتنزه الرائع، حيث شاركهم فرحتهم، وتحدث إليهم بقلب الأب الحنون.
إن مثل هذا المقطع له أثر بارز في نفوس الشعب، فمحبة الأطفال دليل على صفاء القلب واشتماله على الرحمة، ومن يعطف على الصغير ويحنو عليه؛ فإنه محترم للكبير وحافظ لقدره.
إن سرعة انتشار هذا المقطع دليل على أن أهل القصيم محبون لأميرهم، وأنهم يشعرون بأنه معهم وبين ظهرانيهم، وأن لقاءهم به ليس في المناسبات الرسمية فحسب، وإنما في كل مكان، فهو واحد منهم، يتنفس هواء القصيم، وينهل من خيراته، فكأنهم وأميرهم جسد واحد، والأمير حين يفعل ذلك فإنه يرسم صورة حيَّة للمواطن القريب منهم وليس المسئول؛ ذلك لأن في القرب تكمن الألفة والمحبة، والمودة والحنان، فيكون المواطن على ثقة بمن يرجع إليه، وعلى فخر واعتزاز بأميره المسئول عنه.
إن النهضة التي تشهدها منطقة القصيم اليوم شاهد حضاري على أن الأمير يعمل ليل نهار في تطوير المنطقة، والسعي الحثيث لأن تكون مكتملة الخدمات منتشرة المرافق الحيوية، بل لتكون موئلاً سياحيًّا للشعب السعودي النبيل، إذ ذاك تبقى القصيم رائدة في أميرها وأهلها، فلا تقل عن بقية المناطق التي تقع ساحل بحري، حيث إن تعذر» الكورنيش» البحري في القصيم؛ فلا تعدم أن تمتاز بطيب محاصيلها من التمر والعنب والخضرة، ولا تعدم أن تكون المتنزهات الجميلة في المدينة وفي المحافظات، فطيب الهواء، ووفرة المياه وصفاؤها، وجودة التربة ونقاؤها؛ لهي أوفر حظًا من تلك المناطق الساحلية.
تبقى القصيم فخورة بالأمير المحبوب، وتبقى القلوب تلهج بالدعاء له، فقد قدَّم خيرًا كثيرًا للمنطقة وأهلها.