عندما وطأت قدماي أرض مدينة الرياض درة المملكة العربية السعودية، جذب سمعي صوت إذاعة الرياض فأدمنت الإنصات إليه، وصرت محتضناً جهاز المذياع منذ بزوغ الفجر وبعد أداء الفريضة وترطيب لساني بذكر الله وحتى يرخي الليل سدوله، أصاحب طيلة هذا الوقت تلك البرامج ذات التسميات البليغة (سواح، صوت المواطن، همس الكلام وأحلى صباح وغيرها)، فهي تروي ظمأ المستمع بثقافات متعددة: سياسية، اقتصادية، تربوية، اجتماعية، أسرية، دينية وصحية وخلافها.
وتهدف هذه الثقافات بصنع وصقل الإنسان السعودي لبناء مجتمع نقي فاضل مشبع بمبادئ الإسلام وتعاليم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. كما لم تبخل البرامج التثقيفية التوعوية من إفساح المجال للتربية الوطنية ونعني تزويد الناشئة بجلائل أعمال رجال الوطن الأفذاذ الذين وحدوا المملكة، وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، كما نعرّف فلذات الأكباد بإرثهم وتراثهم القومي ونبذ ثقافة الإرهاب والتطرف. فكلها برامج هادفة وطموحة جاذبة تحفز أطفالنا الأبرياء لحب الوطن، وغرس تعاليم دينهم الحنيف في وجدانهم.
أمضيت زهاء الأربعة أشهر كان ذهني مشدوهاً وغارقاً يقلب صفحات كتاب مترع بإنجازات وإشراقات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي قدمتها وتقدمها للمواطن السعودي خاصة في مجالي الصحة والتعليم. فهما هاجسها وهمها الأول فوفرت العلاج المجاني والتأميني في مستشفيات لا تقل ضخامة وتطوراً عن مثيلاتها بكبرى الدول الأوروبية والأمريكية؛ فشاهدت بأم عيني تلك الطفرة العلاجية الهائلة، وأنا أطرق باب أحد كبار مستشاري طب وجراحة العيون بمستشفى دله هو الطبيب البارع محمد أيمن غاوجي الذي داعبت أنامله السحرية مراجعاً ما أصاب عيني اليمنى من سقم لعين مصطحباً أحدث الأجهزة التي تزخر بها عيادته الوسيمة. غادرت المستشفى ولساني يلهج شكراً لله أولاً ولحكومة خادم الحرمين الشريفين التي سمحت لهذه المستشفيات الراقية لتقديم العلاج الناجع للمواطنين.. كما لم تبخل هذه الحكومة برصد ميزانية هائلة من أجل تعليم أفضل جيد النوعية، فهذا ما لمسته بشتى المدارس التي زرتها بدافع الحس المهني (التعليم) -Professional-.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لما قدموه لأبناء وطنهم من جلائل الأعمال والخدمات الضرورية، فأصبحت البلاد تنعم بالأمن والاستقرار لسياستها الرشيدة المتزنة متمسكة بوحدتها الوطنية وقيمها ومبادئها الإسلامية.
كما إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بلم شمل دول الخليج ووحدة كلمتها تدل على الحكمة والحنكة العربية الموروثة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وأبقاه-.. يهمس في أذني دائماً أبناء وطني السودانيون المقيمون بالمملكة لحسن المعاملة والتقدير الذي يطوق به أعناقهم إخوتهم في الله السعوديون فلهم الجزاء الثواب من عند الله.
والله الموفق،،،