الجزيرة - عبدالله الهاجري:
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أن الشراكة التي وصفها بالفاعلة والمميزة كثيراً بين الهيئة ووزارة الشئون البلدية والقروية ممثلة في الأمانات والبلديات في المناطق أسهمت في إحداث نقلة كبيرة في الحفاظ على التراث العمراني وتطويره واستثماره من خلال المشروعات المشتركة التي تنفذها الهيئة مع الأمانات والبلديات في عدد من مناطق المملكة ضمن مشروعات القرى التراثية ومشروعات الأسواق الشعبية وأواسط المدن التاريخية وغيرها، مبيناً أن البلديات التي كان بعضها يسارع في الماضي بهدم مباني التراث صارت تسارع الآن بترميمها عن قناعة بأهميتها التاريخية والاقتصادية.
جاء ذلك خلال مداخلة سموه في ورشة عمل «تجارب البلديات في المحافظة على مواقع التراث العمراني الوطني وتنميته»، ضمن ملتقى التراث العمراني الرابع المقام حاليا في عسير والتي أدارها أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، بمشاركة أمين منطقة المدينة المنورة الدكتور خالد طاهر وأمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق وأمين منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد وأمين محافظة الأحساء عادل الملحم والدكتور محسن القرني من مركز التراث العمراني. ولفت الأمير سلطان إلى أن هناك 3 مسارات لترميم المباني التراثية، الأول اتبعناه في الهيئة، حيث نتفق مع أصحاب المباني على استلام المباني ونقل ملكيتها للهيئة 20 إلى 25 سنة لترميمها وإعادة استخدامها كمتاحف أو أشياء أخرى أو حتى تأجيرها ، ويحصل ذلك حالياً في أكثر من موقع، والأمانات يمكنها أن تفعل ذلك، كما أن شركة الضيافة السعودية التراثية ستكون شريكاً أساسياً في دخولها بقوة في المباني التراثية مثلماً في جدة التاريخية».
وأضاف: أفضل طريقة لأحياء المباني التراثية وتشجيع الأهالي على ترميمها واستثمارها هو أن تقوم الدولة بإحياء المناطق المحيطة بها، وترفع القيمة المعنوية والمالية، وهذا يحدث في كثير من دول العالم، وفي جدة التاريخية والهفوف تقدم الدولة البنية التحتية والشوارع وتصل بالخدمات وتحسن حتى وضع المباني.
وأضاف: «نحن الآن في مرحلة تاريخية في استعادة التراث الوطني ، بعد سنوات من الجور والتعدي على مبانيه، بحكم أنه آيل للسقوط، وهي الكلمة التي اندثرت انتهت وولت، ولا يحق لأي شخص كان أن يفعل ذلك بعد صدور الأوامر الصريحة من الدولة بمنع ذلك»..
منوها أن هناك كثيراً من أهالي قرى منطقة عسير وغيرها لديهم وعي بأهمية ما نقوم به الهيئة، بل يطالبون باعتماد المشروعات لتأهيل وتطوير قراهم، كاشفاً أن الهيئة مع أمانة الأحساء تعملان على إعادة تشكيل وترميم وسط الهفوف التاريخي، وقال: «سيجهز خلال الأشهر القريبة ملف الهفوف كاملاً لاعتماده في منظمة يونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي، وسيصل فريق استشاري من اليونيسكو بعد أيام قليلة لها».
أمين المدينة: مشروعات للتراث العمراني بقيمة تتجاوز 900 مليون من جهته، أكد أمين منطقة المدينة المنورة المهندس خالد طاهر أن قرار نظام التراث العمراني والآثار والمتاحف وضع النقاط على الحروف وأنهى التداخل في الأدوار ما بين البلديات والسياحة، مؤكداً أن الأمانة بدأت في البناء المؤسسي بوضع جهة مسؤولة عن التراث العمراني تحت وكالة الدراسات، وأنها نجحت في بلورة العديد من المشروعات في هذا المجال على أرض الواقع بقيمة تصل إلى 900 مليون ريال، فضلاً عن إعداد واجهات تراثية على مباني الجهات الحكومية الراغبة..
وشدد على أهمية الحفاظ على التراث العمراني باعتباره هوية معمارية يجب الالنزام بها.
أمين القصيم: مشروعات لأواسط المدن التاريخية بـ 180 مليون ريال من جانبه، شدد أمين منطقة القصيم صالح الأحمد على أن أمانته مساهمة وداعمة للحفاظ على التراث العمراني، وقد صرفت مشروعات في هذا المجال بقيمة تزيد عن 180 مليون ريال، بجانب إنشاء وحدة مختصة، وتنفيذ العديد من المهرجانات التي تحكي التراث العمراني.
وأضاف: إن أمانة القصيم تعمل كشريك مع الهيئة في كل المشروعات، منوهاً بأن أواسط بريدة وعنيزة والمذنب كلها كانت تحكي طابع التراث العمراني.
أمين نجران: التراث العمراني هو ذاكرة المدينة وإرثها الحضاري والثقافي أما أمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق فذهب إلى أن وجود مشاكل في تخطيط المدن والمحافظات والمراكز استوجبت في أحيان كثيرة إعادتها عكس حياة الأجداد هو بمثابة الدرس المستفاد، مشدداً على أن التراث العمراني هو ذاكرة المدينة وطريقة عيش أهاليها وإرث حضاري وثقافي يجب أن يبقى.
وعرض الأمين عشرات المشروعات في نجران كلها تحاكي الطابع العمراني للمدينة كالوادي والبوابة ومباني البلديات والمراكز الحضارية وعدد من الأسواق سواء القديمة أو الحديثة، بجانب مشروعات التأهيل والتطوير للأماكن التاريخية كقصر الإمارة «بن ماضي» وسور الأخدود وقصر العان وقرية العان وقرية آل منجم، ناهيك عن ساحة العلم والميدان العام.
أمين الأحساء: عالية الهفوف «حمل جديد» في حين، ذكر أمين محافظة الأحساء عادل الملحم أن دخول وسط الهفوف إلى المواقع العالمية في منظمة اليونسكو يعتبر بمثابة الحمل الجديد، مستعرضا ما تم في المشروع الذي يصل إلى 3 كيلو/3 كيلو حتى الآن وكشف عن مشروع ضخم لتطوير وسط الهفوف بعد دخولة لقائمة التراث العالمي، وأضاف: إن الأمانة حريصة على استكمال «البنية التحتية» لجميع مواقع التراث، لافتاً إلى أن هذه المنطقة جديرة بالتسجيل في لائحة التراث العمراني، وما زالت تحتفظ بالنسيج العمراني التراثي القديم «المتميز»، مع البدء بأن تأخذ جميع المباني الحديثة في هذه المنطقة الشكل التراثي، من حيث الواجهات والارتفاعات وهو يعطي توجها نحو تسهيل إجراءات التسجيل.
وأكد الملحم أن أمانته كانت قد حققت سبقاً في إيجاد مشروعات على أرض الواقع، وأنها بدأت تحصد ما عملته.
أمين عسير: لوائح تنفيذية «مطلوبة» أخيراً كان لمدير الجلسة أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل رأي بضرورة إيجاد بنود مالية واضحة للصرف على مواقع التراث العمراني لتحول دون تمنع بعض الأمناء ورؤساء البلديات في تنفيذ مشروعات التراث العمراني.