الوزير لفظة عربية اخْتُلِفَ في اشتقاقها على ثلاثة أوجه:
- أنه مأخوذ من الوِزْر وهو الثقل.
- أنه مأخوذ من الوَزَر، وهو الملجأ، ومنه قوله تعالى: (كَلاَّ لاَ وَزَرَ) أي: لا ملجأ، فسُمِّيَ بذلك؛ لأن المَلِكَ يلجأ إلى رأيه ومعونته.
-أنه مأخوذ من الأَزْر وهو الظهر؛ لأن الملك يَقَوّى بوزيره، كقوَّة البدن بالظهر. وقد جاء في ذلك قوله تعالى حكاية عن نبيِّه مُوسى: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي فقد قرن الوزارة بِشَدِّ أزره، وإشراكه في أمره، وظهر ذلك أيضًا في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا .
والوزير في بلادنا المملكة العربية السعودية لا يعدو أن يكون موظف دولة اختاره ولي الأمر ليقوم على حوائج الناس ويقضي مصالحهم ويلبي طلباتهم حسب ما يقضي به النظام بالعدل والمساواة، وحسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية، وَيَتَسَلَّم مقابل ذلك راتباًَ شهرياً نظير تفرغه لهذه المهمة.. طبعاً هذا هو الأصل، ولكن هناك قراءات أخرى قد يقرؤها أصحاب المعالي أنفسهم حسب ما يوحى لهم أو بناء على اطلاعهم على سير من قبلهم وربما كانت القراءة هذه ممن حولهم من المنتفعين أو القريبين أو الموظفين.
الدكتور توفيق الربيعة قرأها كما هي وعرف جذرها اللغوي في دلالاته الثلاث ولذلك حرص أن يكون أنموذجاً رائعاً يُكتب عنه ويُفخر به ويتابع ما يفعله وما يصرح به - للصحافة والإعلام أو من خلال ما يغرد به عبر موقعه في تويتر - المواطنُ السعوديُ بكل فخر واعتزاز، بل تعدى نجم هذا الوزير الشاب الحدود ليكون حديث الأوساط الثقافية في المجتمع الخليجي، ولا أدل على ذلك من انتشار صورته وهو جالس ينتظر دوره في صالون الحلاقة التي وصلت لي من قبل أحد الزملاء في الكويت.
- لقد عرف الدكتور توفيق أن الشعب في ذمته وسيسأله الله عنهم يوم القيامة فبذل قصارى جهده لحمايتهم باعتبارهم مستهلكين من جشع التجار وغشهم وتلاعبهم بالأسعار خوفاً من عقاب الله أولاً ثم شعوراً منه بالمسئولية الفردية عمّا استؤمن عليه وقبله طواعية.
- تذكر القسم الذي نطق به أمام ولي الأمر الذي منحه ثقته الكريمة وعاهده حينها أن يكون مخلصاً صادقاً أميناً فكان منه الالتزام والبقاء على العهد مهما كانت المغريات ومهما تنوّعت وتعددت العقبات وكثرت التحديات.
- لم ينس لحظة من لحظات سنواته الوزارية أنه قبل هذا وذاك لا يعدو أن يكون مواطناً سعودياً، والمواطنة الصالحة في قاموسه توجب عليه أن يكون نموذجاً رائعاً في تواضعه وتفانيه وإتقانه لعمله وإخلاصه فيه.
- أراد أن يجعل من نفسه صورة حقيقية للشاب السعودي المثقف والمتعلم خلاف ما يقال عنا بأننا عاجزون عن التغيير ضعفاء أمام رغباتنا الذاتية وطموحاتنا الشخصية التي قد تكون غير شرعية أو أن تلبيتها ربما تكون بطرق ليست صحيحة.
أصحاب المعالي الوزراء.. جزماً لا تحتاجون تذكيراً بما كرره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مسامعكم مراراً وتكراراً من واجب القيام بما أسند إليكم ولا عذر لأحد، والمواطن لا يعنيه كثرة الاجتماعات وعقد المؤتمرات وحضور المناسبات وتعدد الزيارات والاطلاع على تجارب الآخرين، ولا يهمه ما تمخض عن الأبحاث والدراسات من نتائج وتوصيات، بل هو ينتظر المحصلة النهائية من كل ذلك بما له مساس وصلة مباشرة بواقعه الحياتي. هو باختصار يريد ما يلامس معاشه اليومي إيجاباً ويجعل حياته ترتقي للأفضل.
إن كلمات الشكر تتقازم أمام الجهود التي يبذلها معالي وزير التجارة الدكتور «النجم» توفيق الربيعة الذي - كما سمعت من كثير- أن له من اسمه نصيب، والشكر موصول للفريق الذي يعمل معه ويبذل وقته وجهده وربما يضحي بمصالحه وعلاقاته من أجل حماية المستهلك.
شكراً للإعلام الذي وقف مسانداً لهذا الوزير فكان منه التشهير بكل من تلاعب بالأسعار وألحق الضرر بالمواطنين، وبهذا التعاون وعلى مثل هذا النهج سنقضي على فلول الفساد ونبتر الإفساد بإذن الله، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.