لماذا الحديث بإيجابية عن مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، على الرغم من كل السلبيات التي يشهدها الوضع الصحي العام، في مستشفيات العاصمة وفي كل مستشفيات المملكة.. هل هو حديث احتفالي، بمناسبة مرور عشر سنوات على المدينة التي ظلّت مغلقة لسنوات طويلة، دون أن يفهم أحد لماذا لم تُفتتح؟.
من المؤكد أن الكتابة المناسباتية لن تقدم ولن تؤخر. والأهم من ذلك أنها لن تقضي على السلبيات.. لن يقضي عليها سوى برنامج عمل مخلص ودؤوب، يقوده صاحب فكر إداري متطور ومتلائم مع آحدث المستجدات العالمية.. ومثل هذا البرنامج لا يمكن لصاحب الفكر تحقيقه، طالما هناك عقليات متخصصة في إعاقة كل ما هو جديد.
إن اهتمامي للإشارة بإيجابية عن مدينة الملك فهد الطبية، هو لكي ألفت النظر للتجارب التي لا تسير في سياق بيروقراطية الوزارة ونمط تفكيرها. هكذا تميّزت المدينة في بعض أوجهها، وهكذا ستتميز أية مدينة؛ بأن يكون مديروها التنفيذون من الشجاعة، بحيث يخرجون عن صندوق الصحة الذي أغلق علينا كل آفاق التطوير، وجعلنا في سجن مجموعة من الأسماء التي لا تتغير.
إن تجارب التغيير والتطوير من هذا النوع، قد تكون صالحة للقضاء على سلبيات كل المصالح الحكومية، لكننا بحاجة ماسة لها في القطاع الصحي أكثر من أي قطاع، وذلك لأنه القطاع الأكثر سلبية.