بعض الدول التي تملك جامعات قوية في مختلف التخصصات العلمية لا تكتفي بما لديها، وإنما تبحث عن الفرص التعليمية لأبنائها وبناتها خارج الحدود؛ لأنها تفتش عن الجديد والمختلف وتريد تنويع مصادر المعرفة التي تستمد منها الخبرات والمعارف التي تعزز التنمية والتقدم وتجعلها في مواقع تنافسية متميزة بالمقارنة مع البلدان الأخرى.
من أجل ذلك نجد أن الصين هي الدولة الأولى من حيث عدد طلابها الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من العدد الهائل والمتنوع من الجامعات المنتشرة في طول الصين وعرضها. فالصين تعرف أن الولايات المتحدة هي مركز التقدم العلمي في عالم اليوم، ولهذا يشكل الطلاب الصينيون الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية الشريحة الأكبر بين الطلبة الأجانب، وقد بلغ عددهم حوالي 275 ألف طالب في العام الدراسي الماضي حيث ارتفع خلال ثلاثة أعوام بنسبة 75 بالمائة!.
أما الهند فلديها مئات الجامعات التي تدرس مختلف التخصصات، لكن الطلبة الهنود الذين يدرسون في الولايات المتحدة كانت نسبتهم هي الثانية بعد الصينيين، وجاء الطلبة الكوريون الجنوبيون في المرتبة الثالثة. ومعروف أيضا أن كوريا الجنوبية متقدمة جداً في التعليم العالي وفي مختلف فئات التعليم والتدريب.
أما المفرح حقاً، بالنسبة لنا كسعوديين، فهو أن الطلبة السعوديين جاءوا من حيث العدد في المرتبة الرابعة بعد الصينييين والهنود والكوريين الجنوبيين، مع الأخذ بالاعتبار الكثافة السكانية الهائلة للصين والهند. فقد كانت النسبة، وفق التقرير السنوي لمعهد التعليم الدولي، على النحو الآتي: 31 بالمائة من الطلبة الأجانب في الولايات المتحدة هم صينيون، و12 بالمائة هنود، و7.7 بالمائة كوريون جنوبيون، و6.1 بالمائة سعوديون.
ومنذ أيام أعلنت وزارة التعليم العالي أن برنامج الابتعاث العاشر سوف يقتصر على أفضل 200 جامعة، وهذا سوف يعزز الاستفادة من الابتعاث وينقلنا من الكم إلى الكيف، ويتيح لنا الاستفادة من افضل ما هو متاح في دنيا العلوم والأبحاث والدراسات التي تنتجها ألمع العقول في الجامعات الأمريكية المتقدمة.
لاشك أن برنامج الابتعاث الذي تبنته الدولة هو أحد أبرز الخطوات التنموية التحديثية، والحمد لله أن أبناءنا وبناتنا قد أتيحت لهم الفرصة كي ينهلوا من مصادر المعرفة المتقدمة، جنباً إلى جنب مع طلبة الدول التي تقود التنمية والتطور في عالم اليوم، وندعو الله أن يبارك في جهود أبنائنا وبناتنا لكي يسهموا في رفعة بلدهم وتطوره.