الزلفي - داود الجميل - خالد العطاالله:
على شرف صاحبة السمو الأميرة الأستاذة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود بن عبدالرحمن آل سعود، حرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أقامت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي حفل مشروع عبد الرحمن بن سلمان الحلافي ووالديه لإكرام الحفاظ، وتم تكريم الدفعة الخامسة من حافظات الجمعية البالغ عددهن 68 حافظة، كما تم تكريم 8 حافظات مجازات بالسند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك مساء يوم الخميس الموافق 5 / 2 / 1436هـ في قاعة الثريا للاحتفالات في محافظة الزلفي.
بدأ الحفل بتلاوة للقرآن الكريم، ثم الترحيب بصاحبة السمو الأميرة أ. د. مشاعل بنت محمد آل سعود، وبالحضور الكرام، ثم ألقى رئيس الجمعية الشيخ عبدالرحمن بن محمد الحمد كلمة مسجلة، قال فيها: «فقد قطعت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في ربوع المملكة العربية السعودية شوطاً طويلاً - بحمد الله تعالى - في مسيرة تعليم القرآن الكريم وتعلمه، وأسهمت الجمعيات بنصيب وافر في دعم هذه المسيرة المباركة وإثرائها. ومن فضل الله تعالى علينا أن هذه الجمعيات تحظى باهتمام كبير ودعم مستمر من ولاة أمرنا، وما ذلك إلا للأهمية البالغة لهذه الجمعيات في رقي الوطن ورفع مكانته وتربية أفراده. ومن حسن التوفيق أن كان لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي نصيب من هذا الدعم الكريم. وإننا لنتطلع بعون الله أن تكون منارة لتعليم كتاب الله تعالى ومَعْلماً من معالم التقدم الحضاري في وطننا الغالي. أسوة بولاة أمرنا في دعم مسيرة تعلم وتعليم القرآن الكريم، فقد كان للوجهاء المحسنين إسهام أيضاً في دعم المسيرة الخيّرة، وعلى رأس هؤلاء الباذلين سعادة الأستاذ الوجيه عبدالرحمن بن سلمان الحلافي؛ إذ أسهم بمشروع حيوي، ألا وهو (مشروع عبدالرحمن بن سلمان الحلافي ووالديه لإكرام الحفاظ) وملخصه: القيام بمنح كل حافظ وحافظة للقرآن الكريم كاملاً 5000 ريال أو 4700 أو 4500 بحسب مستوى الحفظ، مع تحمل ما يحتاج إليه حفل المشروع من ضيافة وإعلام وما شاكل ذلك. وفي هذه الليلة تسعد الجمعية بإكرام عدد من الحافظات وعدد من المجازات بالسند برواية حفص عن عاصم، ويسعدنا أيضاً أن يكون الحفل برعاية كريمة من أ.د. مشاعل بنت محمد بن سعود بن عبدالرحمن آل سعود؛ فرعايتها الحفل من أكبر الحوافز على مواصلة المسيرة الخيرة. وختاماً، يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع العاملين في الجمعية ومكتب الإشراف والدور النسائية؛ لما للجميع من إسهامات واضحة في الوصول بالجمعية إلى مستوى أفضل. وأخص بالشكر والتقدير أيضاً القائمين والقائمات على إعداد حفل المشروع».
ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن الجمعية والمشروع، نال إعجاب الجميع. بعد ذلك تم تقديم نماذج من قراءات الحافظات، ثم كلمة للدكتورة نوال العيد، أثنت فيها على صاحبة السمو الأميرة الأستاذة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود على رعايتها الحفل «وهذا ليس بغريب؛ فقد عُرف عن سموها دعمها ورعايتها للحفلات التي تختص بالقرآن الكريم». كما شكرت القائمين على المشروع، ثم ختمت كلمتها بتوجيه خمس وصايا للحافظات، ثم أُلقيت قصيدة للشاعر الأستاذ عبدالله بن سعود الدويش:
حيوا التي بدأت في الحفظ مخلصة
ووجهت وجهها للواحد الأحدِ
وأدركت في كتاب الله بُغيَتَها
وواصلت نَهْجَهَا ترنو إلى الرَّشَد
وتابَعَت سيرَها لله واثقة
ولَمْ تَمِلْ عن طريقِ الحقِّ أو تَحِدِ
تلك التي نوَّرَ الباري بصيرتَها
وزادَها هِمَّة يسمو بها بلدي
وثبَّتتْ حفظَها فيما تُراجِعُه
حتى تعيشَ مع القرآنِ للأبدِ
وصابرت في طريق الحفظ موقنة
أن الصَّبورَ سينجو من لظى الكَبَدِ
في دُفعَة شمِلت أزكى النساءِ فلا
تكادُ تبصرُ إلا عزمَ ذي جَلَدِ
قلوبُهُنَّ كماءِ الغيثِ طاهرة
وفي نضارتها أنقى من البَرَدِ
شعارهن مع الإخلاصِ غايتُنا
أن نرتقي في جِنان الواهب الصمدِ
وأن تعيشَ مع القرآن أسرتُنا
عيشَ السعادة من زوجٍ ومِن وَلدِ
طُموحُنا اليومَ قد زادت وتيرتُه
وأصبحَ اليومَ يحدونا إلى السَّنَدِ
كي نقرأ الذِّكرَ غضًّا مثلما نزَلت
آياته من عظيمِ العرشِ والمَدَدِ
ويصلحَ الله بالقرآنِ أُمَّتنَا
لتدركَ الخيرَ في قولٍ ومُعتَقَدِ
فالحمدُ لله أنْ نِلنا أمانِيَنَا
والشكر لله شكرًا غيرَ ذي عَدَدِ
يا ربِّ شفِّع بنا القرآنَ مكرُمَة
واجْعَله سائقَنا للخُلدِ يومَ غَدِ
واحفظ لنا قبلة الإسلام شامخة
واكتُب لنا الأمن والإيمان في البلدَ
واسلُكْ بنا الخيرَ في دربٍ نسيرُ له
يا واسع الفضلِ بل يا خيرَ مُعْتَمَدِ
بعد ذلك تم الاستماع لنماذج من قراءات المجازات.
ثم ألقت صاحبة السمو الأميرة الأستاذة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود كلمة، قالت فيها: «اليوم مجد وعز موصول بالأمس. اليوم تكريم لقلوب تضيء علينا كالشمس، تحلقن لحفظ كتاب الله بدأب وجد، وما جعلن في قلوبهن لهذا الكتاب ندًّا، حتى سما نجمهن في سماء المجد». ثم أشارت إلى فضل تلاوة كتاب الله على التاليات والحافظات مستشهدة بالآيات.
ثم بينت أن حضور حفل لأهل القرآن الكريم شرف وسعادة لمن يحضره، مشيدة بنعمة الأمن والأمان والاستقرار التي أنعم الله بها على أهل هذه البلاد، التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله.
كما أبدت سعادتها الغامرة بوجودها بالزلفي موجهة شكرها لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي وللداعمين والقائمين والمشاركين في هذا المشروع الرائد لتكريم الحفاظ.
ثم التكريم للحافظات والمجازات بشهادة إتمام الحفظ ودرع تذكاري ومبلغ 5000 ريال لمن حصلت على تقدير ممتاز، و4700 ريال لمن حصلت على تقدير جيد جداً، و4500 ريال لمن حصلت على تقدير جيد.
بعد ذلك تم تقديم درع تذكاري من أمانة المشروع لصاحبة السمو الأميرة الأستاذة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود. وبعد نهاية الحفل حضرت سموها حفل العشاء الذي أُقيم بهذه المناسبة، ثم غادرت موقع الحفل بمثل ما استُقبلت به من حفاوة وتقدير.
يُشار إلى أن المشروع يهدف إلى إكرام الحفاظ من طلاب وطالبات الجمعية. وقد اعتمد الأستاذ عبدالرحمن بن سلمان الحلافي لإكرام الحفاظ مبلغ 300.000 ريال سنوياً في هذا المشروع.