تكثر في مدن المملكة ومحافظاتها كافة مكاتب السياحة والسفر، لكنها للأسف اسم على غير مسمى، فعنوان مكاتبها يوحي بأنها تقوم بأعمال مختلفة يأتي في مقدمتها السياحة الداخلية مثلا.
لكن الواقع يرفض ذلك ومساهمة تلك المكاتب في السياحة الداخلية معدومة تماما ولا نجد لذلك أي تنظيم سواء في داخل المدن الكبيرة والصغيرة أو منها وإلى بقية المدن الأخرى، فلنأخذ مثلا مدينة الرياض أي مكتب سياحي من هذه المكاتب المنتشرة كافة التي تزاحم البقالات في كثرتها نظم زيارة سياحية لمعالم مدينة الرياض وآثارها التاريخية ومنتزهاتها وأسواقها والأشياء كافة التي تشتهر به، وزيارة المدن القريبة منها، إذ إن المكاتب تستطيع أن تنظم رحلة في عطلة نهاية الأسبوع لزيارة بعض المحافظات التي تزخر بالآثار والمناظر الجميلة والخلابة إنه لشيء مؤسف حقاً، أن المواطن أولا لا يعرف ماذا يوجد في مدينته من أماكن تستحق الزيارة وآثار وخلاف ذلك ناهيك عن المقيم أو الزائر لبلادنا في فترة طويلة أو قصيرة جداً، إن غالبية الضيوف القادمين للإقامة والعمل لدينا في المملكة لا يعرفون للأسف في بلادنا سوى مسكنه ومقر عمله وأحيانا بعض الأسواق ولا أغالي إذا قلت بعض الحدائق فقط بينما الأمكنة الأخرى سواء داخل المدن أو خارجها ولو قليلاً لا يعرف منها شيئا وهذا ولاشك تقصير واضح من الجهات الحكومية ذات العلاقة وأهمها هيئة الآثار والسياحة ووزارة الإعلام والخطوط السعودية التي ترخص لهذه المكاتب لبيع التذاكر فقط وتكتب على موقعها لوحة كبيرة وبارزة للسياحة والسفر فأي سياحة تؤديها أو تقوم بها هذه المكاتب علما بأن أي برامج سوف تقوم بها ستكون برسوم تعود بالأول والأخير على المكتب وأصحابه لكن لا يمنع ذلك من أن يساهم المكتب في نشر ثقافة السياحة عن بلده بأي أسلوب منظم من قبل الجهات المعنية في هذا المجال.
إنك لتعجب أشد العجب حينما تسافر إلى بعض البلدان القريبة منك أو البعيدة وتجد انتشار مثل تلك المكاتب التي تركِزُ في عملها على السياحة الداخلية عبر برامج سياحية يومية وزيارات مختلفة لأماكن قد لا تكون على المستوى المطلوب ولكن مساهمة من هذه المكاتب في نشر الثقافة السياحية في بلدها وفق أنظمة معدة لهذا الغرض ورسوم تكاد تكون عالية نوعاً ما لكنها تعود على البلاد بفوائد عدة في مقدمتها الاقتصاد وأخذ معلومات عن هذا البلد وما يتمتع به وما يزخر به من آثار وأماكن مختلفة ويكون الزائر قد رجع إلى بلاده وقد أخذ فكرة عميقة عن هذه البلاد وما تحويه من كنوز وآثار وأماكن جميلة بينما في بلادنا للأسف يأتي الزائر والمواطن والمقيم لسنوات عدة وقد تعدى العشرين سنة أو الثلاثين وهو لا يعرف ماذا تحويه مدينة الرياض مثلا من آثار ومنتزهات وأماكن جميلة، وهذا قمة التهاون وعدم المبالاة فيما نحاول أن نوصله إلى الجمهور الداخلي والزائر من آثار وأماكن كثيرة في بلادنا إنه في وجهة نظري حان الوقت إلا أن تفكر تلك المكاتب السياحية بالشروع بتنظيم جداول وبرامج للسياحة الداخلية سواء داخل المدن أو خارجها لزيارة الأماكن والمدن الأخرى القريبة من بعضها لبعض أو حتى البعيدة كما يرتب للرحلات الخارجية وعلى الجهات المعنية ذات العلاقة التنبيه على تلك المكاتب أن يكون من ضمن عملها الحقيقي العناية بالسياحة الداخلية ليوافق مسماها عملها فعلا وألا يكون المسمى غير مطابق للواقع وإذا كانت تلك المكاتب لا تستطيع القيام بمثل هذه المهمة فلتغلق ولتعطي المكاتب الأخرى الكبيرة القيام بهذه المهمة.
إن من العيب الكبير أن يحضر إلى بلادنا شخص قادم للعمل ويمكث السنوات الطوال وهو لا يعرف عن بلادنا شيئا كما ذكرت إنني اعرض هذه الفكرة وأطالب هيئة السياحة والآثار والجهات الأخرى ذات العلاقة الاهتمام بها عاجلا وإننا لمنتظرون.