الجزيرة - عبدالرحمن السريع:
طلب مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج من قيادات الأمن العام بدوريات الأمن والمرور وأمن الطرق حسن التعامل مع المواطنين والمقيمين.
وقال اللواء المحرج لـ(الجزيرة): «التغيير والتطوير قد لا يكونان في تغيير لون السيارة أو زي رجل الأمن؛ فالتطوير يجب أن يشمل الأداء والثقافة العامة للعمل الأمني لرجل الأمن الميداني، والتعامل مع الحوادث والأحداث؛ إذ إن دوريات الأمن هي أول وأهم جهاز أمني يباشر الجريمة أياً كانت، جريمة إرهاب - لا قدر الله - أو استغاثة؛ إذ في الغالب كل المواطنين والمقيمين يطلبون الرقم (999)، حتى في الحوادث المرورية؛ وهذا يضاعف أعمال دوريات الأمن الذين يحيلونها لجهة الاختصاص».
وشدد على أنه «لا بد أن نكون جادين في عملية التطوير، وإذا أردنا التطوير فلا بد أن نركز على موضوعين مهمين، أولاً التدريب؛ لأنه لا يغير الثقافات سوى التدريب، ويجب أن نستفيد من الدورات المطروحة في الجامعات ومراكز التدريب. والثاني أسلوب التعامل مع الجمهور؛ إذ يجب أن نقضي على كلمة (إثباتك) (عطني إثباتك)، بل يجب أن نبدأ بالسلام، ثم نقول (هويتك) بدلاً من (إثباتك). ثالثاً: لماذا ننتظر المواطن أو المقيم عند استيقافه لكي يأتي لرجل الدورية؟ يجب أن يذهب له رجل الأمن، ولنا الشرف أن ننزل له. وأمنياً، ولسلامة رجل الأمن، الأفضل أن ينزل رجل الأمن قبل أن ينزل الشخص المستوقَف».
وأضاف اللواء المحرج بأن «جهاز الأمن العام جهاز خدمي أمني، أوجدته الدولة لخدمة الناس، لا لنضايق الناس بأساليبنا التي لا تكون مقبولة عند الجمهور، فيجب أن نغير من أساليب مخاطبتنا، وأساليب تعاملنا.. ونحن وضعتنا الدولة لخدمة المجتمع، وأطالب القيادات بأن ينقلوها للعاملين معهم في الميدان من ضباط وضباط صف وأفراد (انزلوا للناس، لا ينزل الناس لكم، وحتى ذلك أمنياً أفضل لرجل الأمن)».
وأضاف اللواء المحرج بأنه «يجب أن نركز على التقنية؛ لأننا في زمن التقنية. وأؤكد دعم سمو وزير الداخلية لعملية التطوير لجميع القطاعات الأمنية مادياً ومعنوياً، الذي دائماً يوصيني بأهمية تطوير جميع القطاعات الأمنية التي تتبع الأمن العام، فسموه خير داعم، ونظرته بعيدة، ويؤمن بالتقنية».
وكشف مدير الأمن العام عن إلحاق أكثر من 35 ألف متدرب من منسوبي الأمن بعدد من الدورات التدريبية في مدن التدريب أو الجامعات والمعاهد خلال العام الماضي.
وقال مدير الأمن العام في نهاية حديثة: «إن قيادتنا لها حق علينا، ووطننا له حق علينا، واليوم الأوضاع تحتم علينا أن نكون يقظين دائماً؛ فالوطن غالٍ علينا، فلا وقت للكسل والتكاسل، أو قبول أنصاف الحلول، والزمن يستوجب علينا أن نكون جادين، ولن يدافع عن وطننا إلا نحن».
وبعد أن أنهى مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج جولته التفقدية الميدانية بصحبة الجزيرة للمناطق الجنوبية الأربع (الباحة - عسير - جازان - نجران)، التي جاءت إنفاذاً لتوجيهات الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله - والتي استغرقت أياماً عدة، وقف خلالها مدير الأمن العام على سير العمل وأداء الأجهزة والقطاعات التابعة للأمن العام، ورافقه مساعدو مدير الأمن العام وعدد من القيادات الأمنية ومديري الإدارات العامة بالأمن العام، وجّه مدير الأمن العام بعد جولته التفقدية بتشكيل 4 فرق عمل في كل منطقة لقياس مستوى الأداء، ومعرفة أوجه النقص إن وُجدت، ودراسة سُبل تطوير آليات العمل، والارتقاء بمستوى وأداء العمل الأمني والمروري بكل منطقة، إضافة لدراسة الاحتياجات من الآليات والكوادر البشرية والمباني والتجهيزات.