إن أنجح استثمار هو استثمار العقول وخير حاضنٍ لها دور التعليم وفي مقدمتها الجامعات، فها هي الجامعات في بلادنا تغدو وتروح في الإبداع والتطوير.. ولقيت هذه الجامعات الدعم الكبير، فتسابقت في ميدان صقل العقول والعناية بالمخرجات، وقد كان لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية دورٌ بارز وعمل جبار في هذا الميدان، حيث عملت الجامعة على النهوض في شتى ميادينها فسارت بخطى ثابتة تعلو وتدنو من مصاف الجامعات، مما جعلها تتميز أكاديمياً وتعليمياً، حيث أصبحت اليوم شامة لامعة في منظومة الجامعات السعودية يتسابق إليها طلاب العلم داخلياً وخارجياً، واكتسبت مكانة وقوة أوصلتها إلى تسجيل اسمها في التصنيفات العالمية، لسرعة تطورها في ميدان التعليم، وتنوع الكراسي البحثية وجودة وكفاءة المخرجات، مع المحافظة على الأصالة والهدف.
ويأتي هذا العمل الدؤوب والتطور المشهود بجهود مديرها وربان سفينتها معالي الأستاذ الدكتور: سليمان بن عبد الله أبا الخيل، حيث أحدث نقلة كبيرة في مسيرة الجامعة مع بقاء الثوابت والمسلَّمات شعاراً ودثاراً، فها هي تسير بكلياتها الشرعية وكلياتها العلمية جنباً إلى جنب تحقق الأهداف وتلبي التطلعات، حتى إن خريجها العلمي طبياً وهندسياً قد جمع بين علم التخصص وتنوَّر بصدق العقيدة، فيكون في ميدانه ثابتاً على مبادئه، عارفاً حقه وحق أهل بلده.
إنها ليست مجرد جامعة بل مدينة بإنشاءاتها الوافرة وقاعاتها المترامية وميادينها الزاهرة، وأيضاً تحتضن بين جنباتها المبدعين وتفتح أبوابها لكل من يريد التميُّز والتطوير في بيئة تعليمية مثالية تميزت بنشر العقيدة الإسلامية الصافية.
إنها جامعة لامعة لا تختفي مناشطها وأدوارها، فهي حاضرة في كل مكان وكل زمان، لقد أصبحت الجامعة اليوم تهتم بكل النواحي التي تُعين على إخراجِ جيلٍ ذي كفاءة عالية مؤهلٍ للعطاء والبناء، ففتحت أبوابها للمؤتمرات واهتمت بالندوات التي تُفتّق العقول وتزيد المحصول لتقوم بإعداد أفرادها بخاصة وأبناء وطنها عامة، إعداداً يعينهم على اكتساب المهارات الإيجابية لمستقبل متميز تفخر به أمة الإسلام وترفع سمعة البلاد.
إنها الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس لانتشار كلياتها ومعاهدها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، بفضل الدعم المستمر من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وقد اكتسبت بهذا مكانة مرموقة أوصلتها إلى تسجيل اسمها في التصنيفات العالمية، وقوة استطاعت من خلالها حيازة الاعتمادات الأكاديمية.
إن جامعة الإمام، وفي ظل التقنية الحديثة والعالم المتسارع الذي يشهده التعليم العالي - استطاعت أن تواكب التطورات التنموية والاقتصادية، سواء على المستوى المحلي أو العالمي؛ حيث تقوم بدورها ومسؤوليتها الكبيرة تجاه مخرجاتها، والعناية باختيار أفضل الكفاءات من أعضاء هيئة التدريس، والتركيز على الإبداع والتطوير، والتميُّز في المؤتمرات والندوات التي تساعد على نشر وتعزيز القيم الإسلامية والمحافظة على الثوابت والأسس، وترفع الوعي الأمني لدى المواطن وأهميته في حماية المكتسبات والمحافظة عليها.
إن الجامعة، وهي تتحمّل أعباء رسالتها تسعى لدفع عجلة التنمية إلى الأمام بفضل الدعم الكبير والعناية من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، أدام الله على هذه البلاد عزها ومجدها وحفظ لها إيمانها وأمنها ورفع ذكرها.