من المهن العظيمة التي حكى التاريخ عنها ولا زالت مهنة هي من أشرف المهن، كيف لا تكون كذلك وهي تخرج أجيالا تبني أمة بأسرها دينيا، أخلاقيا، اجتماعيا، اقتصاديا وصحيا.
وما دام لها ذلك التأثير الواسع المدى كان لزاما أن تكون تحت بنى تحتية راسخة لا تهزكيانها أو تزعزع أعمدتها فتغير مكانها الصائب إلى آخر خاطئ يهدم الأمة بكل جوانبها. مهنة التعليم تحتاج إلى كل من تشرف بحمل رايتها أن يكون مخلصا في العطاء،قادرا على أن يوسع مدارك طلابه بمعلومات ثقافية من شأنها أن تثري معرفتهم بكل ما هو جديد على أذهانهم، قريبا من طلابه كأخ / أخت لهم وليس أستاذا بيده السلطة والتي من شأنها أن تجعل هناك فجوة تزداد مسافتها كلما ازدادت درجة السلطة التي تمارس عليهم، محبا للمهنة فمن أحب المهنة التي بين يديه ونظر إليها قبل أن ينظر للمادة التي يأخذها من وراء جهده سوف يعطي بإخلاص، لأنه يدرك أن الذي بين يديه مسؤولية عظيمة تبدأ من تغيير جزء من الطلاب/ الطالبات الذين يرغبون في التطوير من أنفسهم والمجتمع ولكنهم يحتاجون يدا بعد الله تعينهم على تحديد توجهاتهم، بعد هذا هل نعتقد أن يكون الجيل الذي يرغب فعلا في التغيير ويحتاج إلى اكتساب المعرفة بحب وليس معلومة مجبرة أن تدخل عقولهم ألا يحب العلم، يتهرب من الدروس / المحاضرات أو أن يكون أكبر همه هي شهادة جامعية تهيئة لوظيفة مستقبلية أو حتى مجرد شهادة حتى يقال عنه في مجتمعه جامعي- جامعية !!
نصيحتي للمعلمين في المدارس والأساتذة في الجامعات بجميع مستوياتهم الأكاديمية أن يحتسبوا الأجر في العلم الذي يقدم للطلاب والطالبات على كافة مراحلهم العمرية، أن يقدموا العلم بحب وليسوا مجبورين على الأداء، فمن أعطى المعرفة باستمتاع سوف يجد في الغالب تفاعلا من الطرف الآخر وأخيرا لا تغفلوا ساحة الحوار مع الطلبة فهم الذين سوف يكملون من بعدكم فاجعلوا ساحة الحوار تعطي أثرها الفعال وسوف تجدون النتيجة المرضية بإذن الله..
من المسؤول طالب.. طالبة.. أستاذ..ولي الأمر!!
الجميع مسؤول بلا استثناء .. نحتاج أستاذا مخلصا في العطاء وطالبا ينتفع بما يتعلمه وولي أمر يتابع ويقدم التدعيم لأبنائه ليستمروا في بناء مستقبلهم..