في أيامنا هذه نتذكر بالوفاء والعرفان رحيل وزير شهم همام وشخصية فذة ورجل فاضل وإنسان يعمر قلبه الإيمان والإخلاص.
أمضى حياته في خدمة وطنه في أهم وأحسن وأغلى مهنة هي التربية والتعليم، ذلكم هو ابن الوطن معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد.
رحل قبل عام بالوفاء والتمام.. ومرت الأيام والشهور ولكن لا زالت القلوب والمشاعر تتذكر هذا المصلح النبيل والمربي الجليل الذي وهب حياته ووقته وصحته من أجل خدمة الصاعدة، ونال في سبيل ذلك وبعد كفاح طويل التقدير والامتنان من السواد الأعظم من أبناء هذا الوطن الغالي ممن يقدرون جهود العاملين وتضحيات الرجال الأفذاذ المخلصين.. وعندما نعى الناعي خبر رحيله المفاجئ بكته القلوب والجوارح، وتوالت أفواج المعزين بوفاته من جميع أنحاء المملكة ومن سائر فئات المجتمع خاصة ممن عاصروا كفاحه ولمسوا ثمار جهوده.. ومن هنا سنظل نتذكر هذا الوزير المثالي المحبوب، ونطرز بعبارات المحبة والوفاء جهوده الخيرة في إرساء دعائم التعليم بناءً وتطويراً وتعميماً لأكثر من عشرة أعوام في وزارة التربية والتعليم (الوزارة الأم)، أعاد للوزارة وهجها المشرق ودورها الفاعل وأهدافها المنشودة.. وقبل ذلك كان أكاديمياً متميزاً في المنابر الجامعية المتقدمة وسعى خلالها في توطيد الترابط والتلاحم العلمي والثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي، عندما كان رئيساً لمكتب التربية والتعليم لدول الخليج.. ولا زلنا نتذكر عند وفاته يرحمه الله كيف سارعت الصحافة المحلية والخليجية والعربية في الكتابة عنه وعن مسيرته ودوره الفاعل، بأقلام الصفوة من رجالات التعليم وحملة الأقلام، ممن عاصروا وعايشوا جهوده الخيّرة النيرة الدؤوبة المخلصة في خدمة التربية والتعليم، وتوثيق عرى الترابط بين القائمين على شؤون وتطوير التعليم بين أبناء الأمة العربية.. وقد ظل يحمل مشعل التنوير والتطوير حتى بعد أن ترك الوزارة وحتى آخر لحظة من حياته.. جزاه الله على حسن عمله وصدق نواياه خير الجزاء، وأسكنه في عليين مع الأنبياء والصالحين، وجمعنا الله وإياه في دار كرامته ومستقر رحمته.