مكتب الجزيرة - رام الله - القاهرة - بلال أبودقة - رندة أحمد:
صرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه لم يبقَ أمام القيادة الفلسطينية سوى تدويل القضية الفلسطينية وأضاف الرئيس عباس في كلمته «أمس السبت» أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية «لم يعد بإمكاننا الانتظار والتعايش مع الوضع القائم، خاصة أن إسرائيل تزيد من اعتداءاتها لفرض الواقع على الأرض، وتريدنا سلطة فلسطينية دون سلطة، وإبقاء احتلالها لأرضنا دون تكلفة، وتريد أن تبقى غزة خارج الفضاء
الفلسطيني، لأنها تدرك تماما، أن لا دولة فلسطينية دون غزة.
وتابع الرئيس عباس بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «إن الوضع القائم -حاليا- في الأرض الفلسطينية، غير قابل للاستمرار، أعطينا الأمريكان كل فرصة ممكنة، ومارسنا الانتظار والتريث، لم يعد لدينا شريك في إسرائيل، ولم يبق أمامنا سوى تدويل القضية الفلسطينية.
وقال الرئيس الفلسطيني: «طلبنا من وزير الخارجية الأميركي- جون كيري العمل معنا على صيغة مشروع قرار لتقديمه إلى مجلس الأمن، ونحن جاهزون للعمل مع أي دولة من أجل إنجاز مسودة المشروع، كما طلبنا من كيري الحصول على التزام من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوقف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من قُدامى الأسرى الفلسطينيين، وإعادة مكانة مناطق (أ) الأمنية والسياسية التي تسيطر عليها إسرائيل -حاليا-، للانخراط الفوري في مفاوضات لتحديد حدود 1967 بين الدولتين..
وأضاف الرئيس عباس: إذا لم نحصل على ردود من إسرائيل، حتى موعد اجتماعنا «اليوم» أمس السبت، سنطرح مشروع القرار على مجلس الأمن رسميا، وسنوقع صكوك الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية.
وجدد الرئيس الفلسطيني رفضه المطلق للاعتراف بيهودية الدولة، وقال: إن هناك اعترافا متبادلا جرى بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين عام 1993، ولن نقبل بأي تغيير على هذا الاعتراف المتبادل، وإذا أرادت إسرائيل تغيير اسمها، فلتتوجه إلى الأمم المتحدة، فهذا شأنها.
وقال الرئيس الفلسطيني الذي اجتمع أيضا في قصر الاتحادية في القاهرة، مع الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»: «إنه في حال لم نحصل على شيء في مجلس الأمن الدولي، فسنتوجه إلى تحديد علاقاتنا مع إسرائيل، من خلال وقف التنسيق الأمني، ودعوة الاحتلال إلى تحمل مسؤولياته، خاصة بعد تغير الوضع القانوني لفلسطين، بعد أن حصلت على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وتحولت الأراضي الفلسطينية من أراض متنازع عليها إلى أراض تحت الاحتلال، وتنطبق عليها اتفاقيات جنيف.
وجدد الرئيس الفلسطيني تأكيد استمرار جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وكذلك
جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية «بين حركتي فتح وحماس» من خلال العودة إلى إرادة الشعب، تنفيذا لما جرى الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة برعاية عربية، مؤكدا أن الطريق الوحيدة لتحقيق الوحدة، هي التوجه إلى صناديق الاقتراع لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
بدوره قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي: «إن الدول العربية ستتوجه بمشروع القرار العربي إلى مجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة، من خلال الأردن، العضو العربي في مجلس الأمن الدولي، بهدف وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين.
وأضاف العربي، في تصريح له عقب اختتام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب مساء أمس السبت في مقر الجامعة العربية «أن القضية الفلسطينية جرى تدويلها فيما قبل لكن الجديد اليوم أن الدول العربية وفلسطين قررت التوجه إلى مجلس الأمن عبر الأردن، بمشروع قرار عربي».
وأوضح العربي بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية أن الأيام المقبلة ستكون مهمة من خلال الاتفاق الفلسطيني- الأردني، وفقا لقرار وزراء الخارجية العرب.
وحول دلالات اختيار يوم الـ29 من نوفمبر لعقد الوزاري العربي الخاص بفلسطين، قال العربي: «إن هذا اليوم يكتسب قيمة كبيرة للشعب الفلسطيني، فهو اليوم الذي جرى فيه التقسيم عام 1947، إضافة إلى كونه أيضا اليوم الذي جرى فيه الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة غير عضو بصفة مراقب في الأمم المتحدة».