كتبت يوما إن ابرز إنجازات الدولة السعودية الراهنة الوقوف في وجه المد الإخواني، لو استمر الربيع الإخواني السيئ الذكر كما خطط له، لأصبحت مصر والخليج قصة صعبة وربما حكاية مؤلمة للتاريخ، وفي سلسلة الأزمات المتلاحقة يبقى الإرهاب قصة ثابتة. وتحديدا الإرهاب المتلبس بالدين وأهله.
لكننا ندرك دوما إن الإرهاب يفشل أمام قوة وصلابة الوطن، من قبل لم تستطع حركة جهيمان، ولا قاعدة بن لادن، ولا جماعة الإخوان ومرشدها، أو إيران الفقيه، العبث باستقرارنا، ولن تتمكن داعش وتنظيمها الإرهابي ومن في محيطها واتباعها ودعاتها من شيء.
كشف خلية داعش الكبرى الأسبوع الماضي، تؤكد أن سيف الوطن لم ولن يترهل في وجه المخربين، مهما كانت مطيتهم ووصيتهم وألوانها ودينهم أو حتى مذهبهم.
السعودية وقفت في وجه التطرف وأهله ودعاته دوما، حتى في قمة عبثه وتشوهه، من شيخهم الهالك بن لادن إلى خليفتهم البغدادي، لان السعودية باقية وستستمر في التمدد باتجاه المستقبل.
ما قام به خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا العام وتأثيره الدولي والإقليمي شعبيا ورسميا في الحرب ضد داعش وتنظيمها وخونتها، كما وسعيه للسلام وضعه في مقدمة المؤثرين في العام 2014 بحسب جلسة معلنة واستفتاء لقناة CNN الدولية، في حلقة تبث قريبا.
نعم سجل عبدالله بن عبدالعزيز موقفاً تاريخياً استثنائياً بالوقوف مع مصر نحو اختيارها الحر لإسقاط الحكم الإخواني التآمري على مصر والمنطقة والأمن العربي . كما سجل موقفاً تاريخياً في تحريك العالم وتحالفه لمواجهة مباشرة مع تنظيم داعش، وخلافتهم المزعومة.
تلك التحولات السعودية الكبرى لن تتوقف، إنها جزء من تاريخ الواقع لبلد اختار المستقبل، والاستقلال بشكل محنك عن الماضي وتشوهاته.
اكتب ولا ادعي، كل المؤشرات تؤكد أننا بقيادة التاريخي عبدالله بن عبدالعزيز نتجاوز الكثير من ضعف الماضي، أو أخطائه.
ابتداء بالجهاد المقدس المزعوم ونتائجه وخرافاته الخائبة في التجربة الأفغانية وكرامتها الكاذبة، وما بعدها، ثم تلك الصحوة الأكذوبة وتشويهها للدين والوطن، في غفلة كتمت على العقول والأبصار وأخرجت الوطن والانتماء له من كل خطاب.
نحن اليوم نقف على أعتاب مرحلة صعبة وطويلة لحسم تشويهات الماضي، الأمل أن تستمر من اجل مستقبل وطن وأجيال، لأنه لا خيار اخر غير المستقبل.
المرحلة القاطعة المصيرية مرحلة العبور لدولة المؤسسات، أو سمها ما شئت، الأهم أن تكون فيها مؤسسات الدولة هي الميزان والحسم والكلمة العليا بلا احتساب أو اجتهادات.
حيث لا مجال أبدا أبدا لتنازع في القوة، ولا مجال لتكرار أخطاء الماضي، لان ذلك لم يعد مساحة للمناورة، بل مساحة للمخاطرة والنهايات.
حتى المجاملات الأيدلوجية التاريخية تبدأ الآن في إعادة تفسيرها للعودة للتبسيط الأول الحق، وإعادة تشذيب ضرورية لكل ما لحقها أو ما قد تعلقنا به من تفرد بما فيه ما يسمى مجازا بـ»الوهابية» دون تمحيص.
لا يهم التفسيرات أو الشروحات، ولا قيمة تحتاج لتبرير، إلا أن الفكرة الحية تمضي للامام باتجاه واحد، كما نحن دائما أمام خيار واحد للبقاء.. انه المستقبل والحياة فيه والتمدد باتجاهاته..!