قوة السينما تمكن عندما يكون لدينا ببساطة نصاً عميقاً، يدعمه تمثيلاً متجانساً مع المضمون، والأهم القوة الإخراجية والتي تبدأ بخيارات التصوير وتماسك المونتاج، واختيار المواقع، مع توجيه الممثلين، والأهم قوة الديكور والإضاءة، ومن هنا يعاني فيلم «Whiplash» والذي يحمل رسالة تبدو جيدة والتي تدور حول الحُلم الأمريكي لدى المجتمع الفني والموسيقي.
تستعرض قصة فيلم «Whiplash» والتي كتبها دايمان شيزيل قصة شاب يطمع بأن يكون موسيقياً محترفاً يوماً ما، يختار الشاب آندرو الطريق الأكاديمي من أجل إتقان آلته الموسيقية المُفضلة وهي «الطبل» أو «Drum». يسير الفيلم في الآكت الأول من السيناريو بشكل جيد عندما نعي أن أمام آندروا مهمة صعبة وهي إقناع مدرسه فليتشر في الجامعة بموهبته، والعقدة التي تواجهنا في علاقته من هذا المدرس تتمثل بأن فليتشر يعتبر من أكثر الأكاديميين تشدداً في التفاصيل الموسيقية في جامعات شرق الولايات المتحدة.
ويكرس آندرو وقته من أجل إقناع مدرسه والذي لا يغفر لأي خطأ ولو كان سهواً من قِبل طلابه، نجد آندوا يقطع علاقاته مع أصدقائه بما فيهم صديقته في الجامعة، ومن هنا نبدأ معه رحله التحدي في مستقبل يبدو غامضاً أمام المنافسة الحادة والتي يواجهها أغلب الموسيقيين في الولايات المتحدة خصوصا الجانب الشرقي والغربي منها.
مع منتصف الفيلم يبدأ التشتت واضحاً في الاختيارات الخاصة بالإخراج، والسرد القصصي، القصة تواجه تشتتاً واضحاً من ناحية التصعيد، المونتاج تتم المبالغة به لدرجة تبعدنا وتفصلنا عن التركيز على بناء الشخصيات وسرد الأحداث، وكذلك لا نجد تجديداً في زوايا التصوير.
فيلم لا مانع من مشاهدته لمحبي الموسيقى ولكن لا تنتظروا «Walk the Line» آخر، أو حتى «Hustle الجزيرة Flow»، فليس هناك أية مجال للمقارنة بين هاتين التحفتين وفيلمنا هذا، ربما من ناحية التمثيل المساعد والذي كان متميزاً جداً في فيلم «Whiplash» من خلال الممثل الذي قدم الدور الأفضل هذا العام جي كي سيمونز، ولن نستغرب أبداً صعوده لاستلام غالبية جوائز العام لأفضل ممثل ثانوي، ودوره في الفيلم هو النقطة الإيجابية الوحيدة.
أما الفيلم مضموناً وشكلاً فليس إلا مراهقة سينمائية متأخرة للمخرج دايمان شيزيل والذي حتماً لا يستحق جائزة الجمهور في مهرجان صندانس السينمائي هذا العام.