انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الدولي مزيج نفط برنت أمس الجمعة دون 72 دولاراً للبرميل مسجِّلة مستوى جديداً لم تشهده منذ أربعة أعوام، وذلك بعد أن قررت منظمة أوبك عدم خفض الإنتاج لدعم الأسعار. وأدى قرار أوبك إلى هبوط حاد لأسعار النفط يوم الخميس. وبحلول الساعة 9:45 بتوقيت جرينتش تراجعت عقود خام برنت 68 سنتاً إلى 71.90 دولار للبرميل، بعد أن هوت في وقت سابق من التعاملات إلى 71.12 دولار (أدنى مستوى لها منذ يوليو/ تموز 2010). ويوم الخميس هوت عقود برنت 5.17 دولار لتغلق على 72.58 دولار. وهبطت عقود الخام الأمريكي الخفيف لتسليم يناير/ كانون الثاني في التعاملات الآسيوية إلى 67.75 دولار للبرميل، بانخفاض نحو 6 دولارات تقريباً عن سعر التسوية يوم الأربعاء. وكانت الأسواق الأمريكية مغلقة يوم الخميس في عطلة عيد الشكر.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف أمس الجمعة إن حكومته ستخفض توقعها لسعر النفط في عام 2015 مع استمرار هبوط أسعار النفط بعد قرار منظمة أوبك عدم خفض الإنتاج، لكنه رفض ذكر رقم محدد. وهوت أسعار النفط من نحو 115 دولاراً للبرميل في يونيو/ حزيران الماضي إلى أكثر قليلاً من 70 دولاراً الآن. وتحتاج روسيا إلى أن يكون سعر النفط على الأقل نحو 100 دولار لموازنة ميزانيتها. وقال أوليوكاييف: «سيتم خفض (السعر المتوقع) قطعاً. لا يمكنني إبلاغكم بمقدار الخفض». وكانت حكومة روسيا قد تنبأت بسعر للنفط قدره 100 دولار للبرميل في ميزانيتها للسنوات 2015-2017 نزولاً من تقدير سابق لمتوسط قدره 105 دولارات هذا العام. ودفع الهبوط الحاد لأسعار النفط العملة الروسية الروبل إلى مستويات متدنية جديدة قرب حد 50 روبلاً مقابل الدولار أمس، وسجلت عملات دول منتجة للطاقة من نيجيريا إلى ماليزيا أدنى مستويات لها في أعوام عدة. وفي روسيا التي تؤلف فيها منتجات الطاقة ثلثي الصادرات هوى سعر الروبل 1.2 في المائة، واتجه نحو تسجيل أكبر هبوط شهري له منذ عام 2009. وانخفضت أسهم موسكو المقومة بالدولار 2.6 في المائة؛ لتتجه نحو تسجيل خامس تراجع شهري لها. وفي نيجيريا فقدت العملة النيرا 1.3 في المائة من قيمتها، وتراجعت السندات الدولارية مثلما حدث في أنجولا. وفي وقت سابق، سجلت العملة الماليزية الرنجيت أدنى مستويات لها في خمسة أعوام؛ الأمر الذي اضطر البنك المركزي إلى التدخل.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفنزويلي رفاييل راميريز الخميس إن بلاده ستبقى على اتصال مع الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للسعي إلى تحقيق سعر عالمي «عادل» للنفط. وجاءت تصريحات الوزير عقب قرار أوبك عدم خفض الإنتاج على عكس ما كانت تأمله فنزويلا. ويشكل القرار ضربة لاقتصاد فنزويلا الآخذ في التراجع، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه دخل في ركود كما يظهر تآكل نفوذ الدولة في منظمة أوبك التي ساهمت في تأسيسها. وبالرغم من ذلك قال راميريز الذي كان حتى سبتمبر/ أيلول وزيراً للنفط ورئيساً لشركة النفط الحكومية إن بلاده ستواصل الدفاع عن الأسعار، وقال لقناة تيليسور التلفزيونية من فيينا: «سنكون على اتصال دائم (داخل أوبك)»، مؤكداً أن فنزويلا تعتبر 100 دولار للبرميل سعراً عادلاً للنفط. وأضاف «اتفقنا على العمل من أجل استقرار (الأسعار)، والعمل على مواصلة الاتصالات بالدول غير الأعضاء في أوبك، وهو أمر مهم للغاية». وأكد وزير الخارجية أن قرار أوبك سيسمح للأعضاء بمواصلة «مراقبة» السوق.
من ناحية أخرى، أظهرت حسابات رويترز، التي تستند إلى بيانات من بورصة دبي للطاقة، أن سعر البيع الرسمي لنفط عمان الخام للشحن في يناير/ كانون الثاني سينخفض 8.72 دولار إلى 78.24 دولار للبرميل. وسعر البيع الرسمي لخام عمان لشحنات يناير/ كانون الثاني هو متوسط التسويات اليومية لخام عمان في نوفمبر/ تشرين الثاني لعقود أقرب استحقاق. وأظهرت حسابات رويترز أن سعر البيع الرسمي لخام دبي، الذي يتحدد على أساس معادل سعر خام عمان في بورصة دبي للطاقة مخصوماً منه 0.40 دولار، بلغ 77.84 دولار للبرميل لشحنات يناير/ كانون الثاني.
وتراجعت الأسهم الأوروبية أوائل التعامل أمس الجمعة، وذلك للمرة الأولى في ست جلسات؛ إذ إن أسهم قطاع الطاقة تعرضت لمزيد من الضغوط بفعل تراجع أسعار النفط الذي أحيا المخاوف من الانكماش في منطقة اليورو. وهوى سعر سهم توتال 3.5 في المائة، وهبط سهم سيدريل 4.6 في المائة، وتراجع سهم سايبم 4.1 في المائة. وفي الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية الكبرى 0.5 في المئة إلى 1385.05 نقطة.