ورد في عدد صحيفة الجزيرة رقم 1436 خبر أسعدنا، تحت عنوان (المملكة تتبوأ المرتبة الـ34 عالمياً والثانية عربياً وخليجياً والعاشرة في مجموعة العشرين في التنمية البشرية)، وبه حققت المملكة العربية السعودية تقدماً ملموساً في تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014م؛ إذ تبوأت المرتبة الـ34 عالمياً مقارنة بالمركز 57 في تقرير عام 2013م، منضمة إلى مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً.
كما تبوأت المركز الثاني عربياً وخليجياً، والمركز العاشر في مجموعة العشرين؛ ما يعدُّ تطوراً إيجابياً يجب البناء عليه، وتطوراً لترتيب المملكة في دليل التنمية البشرية منذ إطلاقه عام 1990م، وتحسناً في ترتيبها بأعلى من المعدل العالمي ومعدل تحسن ترتيب مجموعات الدول الأخرى. وأكدت الدراسة التحليلية التي أعدتها الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي الأعلى لواقع المملكة العربية السعودية في تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014م، الصادر بعنوان «المضي في التقدم.. بناء المنعة ودرء المخاطر»، أن ذلك التحسن ناتج من مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
وإنها لمكانة مستحقة تلك التي حظيت بها المملكة، تليق بثقل المملكة التنموي والاقتصادي، نظير الجهود المتواصلة، والعزم نحو ترسيخ مركزها ضمن مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة. وهذا التقدم الذي أحرزته المملكة شرف لكل مواطن، ويحمل في طياته تطورات إيجابية نحو البناء والتطور والنهوض بالتنمية البشرية التي تُعدُّ أساس تقدم الشعوب ونهضتها ودليلاً على تحسُّن الناتج من مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما فيها إنجازات الموارد المالية، وتوفير العيش المتكامل للإنسان، والحرص على إيجاد التحصيل العلمي والمعرفي له.
وإن تقدم المملكة في تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة يعدُّ قفزة كبيرة وإنجازاً كبيراً؛ يدعو للفخر والاعتزاز، وجاء نتاج عمل وجهد كبير، تم على أرض الواقع. كما أن هذا المكان المتميز الذي شغلته المملكة جاء بعد التنافسية ضمن قائمة دول العالم ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، وهو ثمرة الدعم المباشر وغير المحدود من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ــ حفظهم الله ــ من أجل توفير كل السبل التي من شأنها الارتقاء بالتنمية البشرية بشكل مباشر. أيضاً هذه المكانة التي حلت بها المملكة خير دليل على ازدهارها وتقدمها اقتصادياً؛ ما يتيح لأصحاب الأعمال والمستثمرين والعاملين في القطاع الخاص العمل على الارتقاء بمستوى الأداء، منوهاً بأن التقرير فرصة للبناء على مكامن القوة في مسيرة التنمية البشرية في المملكة، وتحويلها إلى فرص لتحقيق المزيد من الإنجازات.
ولم يأتِ بلوغ المملكة هذه المكانة العالمية من فراغ، بل بعد تطبيق مقاييس ومؤشرات ورصد لأبعاد مهمة، تتمثل في الصحة والتعليم والدخل، وحصر المعلومات المتنوعة والبيانات التفصيلية عن مجمل مؤشرات التنمية البشرية في 187 دولة؛ ما يدلل على مواضع القوة في مسيرة التنمية البشرية في المملكة، وتحقيقها المزيد من الإنجازات على مستوى الدولة والمواطن.
وإن التقرير الذي منح المملكة هذه المكانة المتقدمة يعزز حقوق الإنسان والفكر التنموي الذي تحرص عليه المملكة، وتنفيذه على أرض الواقع، بما يكفل تحقيق الإنجازات في مجالات الحياة للفرد، واكتساب المعرفة ومستوى المعيشة اللائق. وما يدلل على ذلك بلوغ المملكة المرتبة الـ 34 في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014م.
إن مؤشر التنمية البشرية هو قياس موجز لتقييم التقدم الطويل الأمد في ثلاثة أبعاد أساسية في التنمية البشرية: حياة طويلة، الصحة والوصول إلى المعرفة ومستوى معيشي لائق، على الرغم من المخاطر التي تواجه المنطقة العربية من نزاع وبطالة في صفوف الشباب، وهي التحديات والمخاطر التي تعطل مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل. وإن هذا التقدم هو ترجمة عملية لجميع البرامج والخطط والمشاريع التي أقرتها المملكة تباعاً خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتها تطوير التعليم، والنهوض بالشأن الصحي، والإنفاق السخي، وتخصيص نسبة عالية من موازنة الدولة لتطوير قطاع التعليم في المملكة. وأوجدت هذه العوامل طفرة حقيقية في بناء وتنمية الإنسان السعودي على مختلف الأصعدة؛ ليكون مساهماً بفاعلية واقتدار بجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ.
ويتفق تقدم المملكة في ترتيبها بين دول العالم في التنمية البشرية تماماً مع الثقل الاقتصادي والحراك التنموي الذي تشهده المملكة في مختلف قطاعات التنمية، ويأتي تتويجاً للجهود المخلصة من قِبل الدولة في ترقية حياة المواطن، وإعداده وفق مناهج علمية، اعتمدت المقاييس العالمية في هذا المجال الحيوي والمهم.لذا فمن حق كل مواطن سعودي أن يفخر بهذا الإنجاز العالمي للمملكة، الذي يبقى في الأخير من أجل مستقبل أكثر رفاهة وتقدماً؛ ما يجعلنا نطمئن غاية الاطمئنان على مستقبل المملكة بعد هذا الصعود المتنامي للتنمية البشرية، التي تعتبر أساس أي نهضة. مشيداً بجهود الدولة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، في تمكين المملكة من بلوغ هذه المرتبة العالمية المتقدمة في مجال من أهم المجالات.