قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: إن ندوة طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول والمقامة حاليا بالمدينة المنورة حظيت بموافقة واهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ذلك لأن رسالة المملكة العربية السعودية الإسلامية من مفرداتها وواجباتها المحافظة على المصحف من حيث الطباعة السليمة التي لا يكون فيها أغلاط لأنها أمانة في أعناق الأمة لذلك اهتم ملوك المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها من عهد الملك عبد العزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالمصحف الشريف أتم عناية، مؤكدًا معاليه أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية له قصب السبق في ذلك وتقدم كبير والدولة تنفق عليه بسخاء جدًا في حماية المصحف الشريف من أي تحريف حتى في جزء من حرف كلمة وفيه علماء متخصصون في دقائق الرسم، رسم المصحف ولذلك جاءت طباعة المصحف الشريف عالية الجودة في المجمع.
وأبان معاليه ـ في تصريحات صحفية ـ أن الهدف من هذه الندوة نقل تجربة مجمع الملك فهد إلى جميع الجهات التي تهتم بطباعة المصحف الشريف، حيث إن مطابع المصحف منتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ومنها مطابع صغيرة ومنها مطابع كبيرة، بيد أننا نلاحظ بين الحين والآخر أخطاء في هذه المصاحف طباعية، وإن كانت مجازة من ناحيه علمية من مجامع أو جهات لكنها من حيث الطباعة فيها ملاحظات كثيرة، ولذلك فإننا نحتاج إلى توعية أكبر عند الناس أنه ليس كل طبعه للمصحف إنها مأمونة، نحتاج إلى طبعات عالية الجودة مراجعة مرخصة من قبل الجهات ذات الاختصاص في المملكة العربية السعودية.
وأشار معالي وزير الشؤون الإسلامية إلى أنه وجد منذ القرون الأولى من يكتبون مصاحف مغلوطة وينشرون أجزاء من المصاحف والمصاحف كاملة، لذا من واجبنا تأكيد العناية على صحة طباعة المصحف الشريف ورعاية هذا الواجب والقيام بحملات مستمرة لمعرفة المصاحف المغلوطة وهذه تأخذ جهدًا كبيرًا، فالمحافظة على القرآن وصحة طباعته تجب وجوبًا شرعيًا عظيمًا، يعني فرض أن يحمى المصحف ويحافظ عليه والعلماء حرموا حتى وضع المصحف في مكان غير لائق أو تسميته باسم غير لائق فكيف بتمزيقه وإذا تلف المصحف قال العلماء: يحرق إكرامًا له حتى لا يبقى من ورقه شيء، ويدفن في تراب طاهر أو في رملة طاهرة لجلال المصحف وإنه كلام الله تعالى، والله جل وعلا يقول: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ويقول: {وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} الحج 30 فالمصحف لا يجوز أن يكون مهانا، تمزيقه من الإهانة له والامتهان وهذا لا يجوز، إذا تلف المصحف يسلم للجهات المسؤولة ويحرق بالطريقة الصحيحة وتدفن بقايا الحرق والرماد في مكان طاهر.
وأكد معالي المشرف العام على المجمع مجددًا أن مجمع الملك فهد يقوم بعمل كبير جدًا في العالم الإسلامي والعربي حيث يقوم بالحفاظ على القرآن الكريم وحفظه من كل ما ينقصه من حيث الطباعة، والرسم والعناية لذلك هذه الندوات المتكررة التي ينظمها المجمع ومن آخرها ندوة كانت عن خطاطي المصحف الشريف الآن في العالم الإسلامي والعالم العربي نرى أن المصاحف تطبع على نسخة خطية مكتوبة تعلم وكثير من هذه الأقلام معاصرة فاحتجنا في وقتها أن ننمي حس وعلوم الخطاطين إلى كيف يكتبون المصحف بالطريقة الصحيحة، عملنا ندوة وأثرت وجمعنا عددًا كبيرًا من الخطاطين من العالم الإسلامي كله واستفادوا استفادة كبيرة وحسنوا نسخهم الخطية التي عملوها بعد ذلك المطابع التي تطبع المصحف الشريف أيضًا وفيها قصور كبير إما من الناحية الفنية، أو من ناحية المراجعة أو من الناحية المتعلقة بكيفية التعامل مع الخط نفسه تارة، أو الأوراق التي فيها الخط مرة تكون باهتة ومرة تكون عالية كيف تتعامل مع خط أكبر من خط، صفحة أكبر من صفحة قليلاً ونحو ذلك. هذه كلها نواحي مهمة جدًا كيف تتعامل مع غلط في الحرف إذا غلط في الحرف تتعامل معه كيف تضع بداله حرف مطبوع أو لا بد أن تضعه بمعالجة خاصة في طريقة ما إذا فيه هناك نواح فنية كثيرة، المجمع مجمع علمي كبير ضخم جدًا فلتجربته وتجربة العلماء فيه لا بد أن تنقل وأن تدون في هذا العصر الزاهر الذي يخدم فيه المجمع وأن تنقل إلى العالم الإسلامي.
وأعرب معالي الوزير الشيح صالح آل الشيخ عن سعادته أن مصحف المدينة المنورة وصل إلى كل أنحاء العالم لأنه طبع نحو (300) مليون نسخة، ومنها ترجمات معاني القرآن الكريم التي بلغ عددها (63) ترجمة، وتسجيلات مختلفة سواء سيديات أو أشرطة قديمة ومنها أجزاء من المصحف، والآن المجمع يتجه إلى طباعة مصحف للمكفوفين (برايل)، وإلى طباعة نشر مصحف يتعلق بالصم أي بلغة الإشارة وانجزنا الاثنين بجودة عالية ومراجعة وهذه خطوات مهمة لأن يكون هناك إيصال للمصحف ليس فقط لجميع أنحاء العالم بل لجميع أصناف البشر بلغاتهم ومقوماتهم.