رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة القصيم، مساء أمس الأول حفل تخريج 136 حافظاً وحافظة لكتاب الله من طلاب وطالبات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة بريدة، وذلك في جامع الراجحي بمدينة بريدة.
وقد بدأ الحفل فور انتهاء صلاة العشاء التي أمَّ المصلين فيها إمام الحرم المكي الشريف الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي. وبدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم، رتله صالح الفضل، ثم ألقى مدير جمعية التحفيظ ببريدة الدكتور عبدالعزيز السكاكر كلمةً، رحب فيها بسمو راعي الحفل وجميع الحضور الذين اكتظ بهم المسجد، مشيداً بدعم سموه للقرآن وأهله، وقال: إن الجمعية تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها في نشر وتعليم كتاب الله. لافتاً إلى أن 18 ألف طالب وطالبة يجمعهم سبعة وثلاثون مجمعاً لتحفيظ القرآن الكريم للبنين واثنتان وأربعون داراً نسائية، تدعمها مخرجات نوعية من معاهد الجمعية المتخصصة في تعليم القرآن الكريم وتعلمه. مؤكداً أن جمعيات التحفيظ في بلادنا تجد الاهتمام والدعم من قيادات هذه البلاد في شتى المجالات.
عقب ذلك استمع الجميع لغدق النجاح، وهو عبارة عن نماذج من قراءات الطلاب، مثلهم يزيد الحميد وإبراهيم السعوي، وألقى عليهما المقاطع الشيخ الدكتور عبدالعزيز الأحمد. وشاهد سموه والحضور (ثمار الجمعية)، وهو عرض مرئي عن جهود الجمعية في دعم حفظة كتاب الله وبرامجها وأنشطتها.
ثم ألقى رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالقصيم الشيخ سليمان الربعي كلمةً، أشاد من خلالها بحفظة كتاب الله تعالى، منوهاً بالدور الريادي لصاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة القصيم على دعمه ووقوفه خلف هذه المسابقة، ومنوهاً بعنايته لكتاب الله وحفظته من البنين والبنات، مشيداً بدور أولياء أمور الطلاب في حفظ أبنائهم كتاب الله - عز وجل -.
بعد ذلك تم أمام سموه والحضور استعراض غدق التميّز، وهو نماذج من قراءات الطلاب من المجازين برواية حفص عن عاصم، وألقى النماذج الشيخ المقرئ محمد العريني. عقب ذلك ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبدالله بن صالح آل الشيخ كلمة، أثنى من خلالها على دعم الحكومة الرشيدة لحفظة كتاب الله - عز وجل - وسُنة النبي - صلى الله عليه وسلم -. مشيراً إلى أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة قارب عددها 180 جمعية في مختلف مناطق المملكة، يدرس بها ما يقارب مليون طالب، ويدرِّس فيها ما يزيد على 40 ألف معلم ومعلمة. لافتاً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تسعى لتكون جمعيات تحفيظ القرآن الكريم لها الريادة في تعليم القرآن الكريم قراءة وفهماً وتدبراً وعملاً، وعلى منهاج السلف الصالح، طاعة لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولولي الأمر في غير معصية الله - عز وجل -. لافتاً إلى أن لدى الوزارة صندوقاً لدعم جمعيات تحفيظ القرآن فيما يتعلق بأوقافها، الذي دعم ما يزيد على 50 مشروعاً وقفياً بمختلف مناطق المملكة.
كما ألقى الشيخ صالح بن سليمان الهبدان رئيس مؤسسة الشيخ سليمان الراجحي الوقفية كلمة بهذه المناسبة، وشارك إمام الحرم المكي الشريف الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي بكلمة، أثنى من خلالها على عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالقرآن وأهله وطباعته وترجمته ونشره ودعم ورعاية حفظته، مشيراً إلى أن بلادنا حاملة هذا الشرف العظيم، وحريصة على تبليغ النور المبين، مشيداً بحفظة كتاب الله - عز وجل - وتكريمهم ودعمهم، ومهنئاً حفظة كتاب الله حفظهم، ومثنياً على جهود جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمدينة بريدة.
وفي نهاية الحفل ألقى صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة القصيم كلمة، قال فيها: لسنا نشرّف حفل تحفيظ القرآن بل نتشرّف بحضور الاحتفاء بحفظة كتاب الله من البنين والبنات. أنتم في بلاد حفظة كتاب الله في السطور بإنشاء مجمعات لطباعة القرآن الكريم، وفي الصدور لمساهمتها في إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم. نحن في دولة - ولله الحمد - تحكم هذا الكتاب، وتقرأ وتحفظ حروفه، وتقيم حدوده، وتدعم حفظته.
وأضاف سموه: في عام 1945م طلبت الأمم المتحدة من جميع الدول إرسال دساتيرها، فما كان من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - إلا إرسال القرآن الكريم، وقال هذا هو دستورنا، وهذا هو منهجنا في علمنا وعملنا.
مشيراً سموه إلى أن المملكة تقوم - وما زالت قائمة وسوف تستمر - على القرآن الكريم منهجاً ودستوراً في جميع شؤونها، داعياً المولى - عز وجل - أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان، مشيداً بجهود القائمين على جمعية التحفيظ ببريدة، وبالداعمين والمساهمين والرعاة.
وفي ختام الحفل كان الحصاد؛ إذ كرم سمو راعي الحفل حفظة كتاب الله والمتميزين، كما تم تكريم الرعاة والداعمين للحفل.