أنهت جامعة حائل مؤخراً فعاليات برنامج «بادر الآن» والذي أقيم تزامنا مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، برعاية من معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم، وتنظيم من كرسي الدكتور ناصر الرشيد لرواد المستقبل، وتم فيه تقديم عدد من الدورات المتخصصة للمهتمين بريادة الأعمال، حيث بلغ عدد الملتحقين في هذه الدورات 463 متدرباً ومتدربة، كما تخلل البرنامج ورش عمل ومحاضرات لعدد من المتخصصين في مجال ريادة الأعمال.
ونوه الأمين العام لكراسي البحث والوقف العلمي الدكتور عثمان بن صالح العامر الذي رعى افتتاح البرنامج على أهمية هذه الملتقيات والورش والدورات التدريبية، التي تأتي في سياق إستراتيجية هامة اعتمدتها الجامعة في استثمار قدرات الطلاب وتطويرها، التي تسهم في تشكيل جيل مكتمل وريادي في حياته العملية.
وكان البرنامج قد استعرض في يومه الأول فيلماً قصيراً يحكي عن فعاليات الأسبوع بكافة تفاصيله، مستعرضاً المتحدثين وتخصصاتهم وكيف وصلوا إلى أن أصبحوا روادا للأعمال، حيث تحدث رائد الأعمال المهندس البراء بهجب مؤسس شركة سمارت عن تجربته في إنشاء مشروعه الذي بدأ في المرحلة الابتدائية حيث كان يبيع بعض القطع الجميلة من الكرستال، ثم تدرج في العمل التجاري حتى بدأ بتأسيس شركة سمارت لتقنية المعلومات بالشراكة مع أحد زملاء الدراسة، مؤكداً على أن الخطوة الأولى في الوصول للنجاح هي سعي رائد العمل لأن يكون ناجحاً، وشغوفاً بمجاله ومهتماً به، وأن يبحث عن أفكار إبداعية تجعله يطور من مشروعه وينميه لكي لا يصل إلى مرحلة الانقطاع كما انقطعت بعض المشاريع التي كانت كبرى في مجال التقنية بسبب عدم وجود أفكار إبداعية وتطويرية وأن يركز رائد الأعمال على الوصول للعميل في مكان إقامته وأن يحسن علاقته معه العملاء كي يكوّن شبكة من العملاء الذين يثقون في منتجاته، وأن يقدم على ذلك كله خدمة للمجتمع المحلي، وهذا هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه رائد الأعمال الناجح.
ثم استعرض بعد ذلك الأستاذ حسين الغامدي تجربته في تأسيس مؤسسة رواحل التغيير، حيث اقترح شراء مشروع جاهز له اسمه في السوق، وأن يكون لديه دراسة كاملة للمشروع، ومتابعة عن قرب من حيث الإيرادات والمصروفات، ومدى رضا العملاء عن هذا المشروع القائم لكي لا يكون ضحية مشروع على وشك التعثر، أو من خلال شراء امتياز تجاري حيث يعمل كوكيل لشركة لها اسمها في السوق، ويعتمد ذلك على إلمامه بمدى جدوى التوزيع المحلي للشركة الأم في الخارج.
بعد ذلك تحدث الأستاذ عبدالعزيز عثمان مؤسس قناة زيز للأطفال عن مدى أهمية الاستثمار في هذا المجال، حيث التغيير للأفضل كما قال، مبيناً عدم جودة المنتج الخارجي الذي يعرض لأطفالنا عبر الشاشات الفضائية ويجب أن يكون هناك منتج محلي يزرع القيم والمبادئ فيهم وأن يكون منبراً تعليمياً لهم.
كما تحدث المهندس حامد بن حمد المطيري، المدرب المعتمد في معهد ريادة عن أهداف معهد ريادة في خدمة شباب الوطن، وألقى الضوء على العديد من الإجراءات الهامة التي تفيد الشباب في الحصول على التمويل المناسب لمشروعاتهم وأفكارهم الريادية.
وقد بدأت الدورات التدريبية للبرنامج في اليوم الثاني للأسبوع، حيث قدم الدكتور حماد بن خميس الشمري الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال بالجامعة، دورة عن الفكر الريادي، معدداً خصائص الريادي الناجح وتشمل أن يقوم بأعمال جديدة بين الفينة والأخرى، تحسين العمل القائم، البحث من خلال احتياجات المجتمع المحيط به، التوصل إلى آلية توصيل وتوزيع جديدة مبتكرة تكون مغايرة عن المعتادة عليه العميل لجذب عملاء جدد، معرفة أن رائد الأعمال هو المدير لذاته ولعمله مما يعود عليه بعوائد مادية جيدة، اختيار العمل المناسب لما يناسب ميوله واهتماماته التي يحبها وشغوفاً بها، عدم تغييب احتمال الفشل في العمل الذي سوف يكون مقارب نسبياً لنسبة النجاح والنهوض بالعمل، وأن يكون لديه خبرة فنية في مجاله، أو يستعين بهم من خلال توظيفهم عن طريق الإعلان أو من خلال برامج الدولة المتاحة كبرنامج هدف المدعوم من الموارد البشرية، إضافة إلى أهمية عمل دراسة للجدوى من المشروع، ترك الحماس العاطفي والعمل على التفكير والتأني في الخطوات التي سيعمل عليها لكي لا يكون هناك انعكاس سلبي على ما بناه خلال مراحل عمل مشروعه، وقد شارك في إدارة فعاليات هذه الدورة الدكتور عيد العتيبي الأستاذ المساعد في قسم السياحة والآثار.
أما اليوم الثالث فكان مخصصاً للدورة التدريبية الثانية، والتي قد مها الأستاذ ماجد العايد رئيس إدارة تطوير الأعمال بشركة قطوف، وتناول فيها بعض التحديات التي تواجه رائد الأعمال والتي أبرزها إحباط المجتمع القريب أو عدم تشجيعه للاستمرار في العمل، إضافة إلى التحديات الاقتصادية وتحديات سوق العمل في الفئة المستهدفة، كما أشار العايد إلى أن عائق رأس المال أحد أهم المعوقات، فرائد العمل يجب أن يعرف ما هي موارد الدعم التي تقدمها دولتنا الرشيدة في قطاعاتها الحكومية والشبة حكومية التي تساعد الشاب على النمو والتطور في العمل الحر، ولا يغيب على رائد الأعمال تحدي التعقيدات في التقديم على المشروع وبعض الاشتراطات التي قد تكون صعبة لكنها تثبت للداعم مدى حماس رائد الأعمال الجديد على العمل، إذ يجب أن يكون على قدر عال من القوة لتخطي هذا التحدي، فيما عرّج العايد من خلال حديثه، إلى الشريك الأساسي في بناء أي مشروع، معتبره، الركيزة الثانية للنجاح، فالعمل وحيداً لن يكون مجدياً كما أن الاستشارة قبل اتخاذ أي خطوة عامل مهم بالنسبة لرائد الأعمال الناجح، فليس هناك إنسان كامل يستطيع أن يستغني عن الآخرين وعن أصحاب الخبرة ممن سبقوه في ريادة الأعمال، وقد شارك في إدارة فعاليات هذا اليوم الدكتور حماد بن خميس الشمري الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال بالجامعة.
وفي اليوم الرابع كان موعد المشاركين مع دورة تدريبية قدمها المهندس حامد حمد المطيري المدرب المعتمد في معهد ريادة بحائل، والذي قدم دراسة الجدوى وأساليب تقرير المخاطر، وعن دور الشراكة بين المعهد وبين البنك السعودي للتسليف والادخار في دعم إقراض الشباب وفق شروط وضوابط معينة، ومن أهمها أن يكون المتقدم على دراية كاملة بالمشروع وما هي احتياجاته، وأن يجتاز مرحلة المقابلة الشخصية وأن تنطبق عليه مواصفات الجدية والإصرار في العمل، حيث يمر المتقدم بمراحل هامة تبدأ في تقديم الطلب إلكترونياً عن طريق موقع الصندوق ثم مرحلة اجتياز الفحص الائتماني، ثم إحضار دراسة وافية عن المشروع وحضور الدورات التي يقرها الصندوق لرواد الأعمال لإكسابهم بعض الخبرات، ثم بعد الموافقة على المشروع المقدم من رائد الأعمال يتم الإقراض وفق اشتراطات بنك التسليف مقدماً تسهيلاً مميزاً في سداد هذا القرض على مدة لا تتجاوز ثماني سنوات تبدأ بعد الحصول على القرض بفترة لا تقل عن ثمانية عشر شهراً، وقد ساهم في إدارة برنامج هذا اليوم الدكتور بدر بن مسند الشمري الأستاذ المساعد بكلية الهندسة بالجامعة.
وقد أبدى المشرف على كرسي الدكتور ناصر الرشيد لرواد المستقبل الدكتور عبدالعزيز بن رشيد العمرو سعادته بتنفيذ هذه الحزمة المتكاملة من اللقاءات والدورات المتنوعة التي خطط لها أن تقدم خدمة توعوية وتثقيفية لشباب الجامعة والمنطقة في مجال ريادة الأعمال، مشيراً إلى أن جميع المنظمين والقائمين على هذه الفعالية هم من الطلاب الطموحين الذين يعدون ثمرة بدأت جامعة حائل تجنيها من خلال تفعيل دور الطالب في القيادة والعمل التطوعي. كما رفع شكر كافة المنظمين والمشاركين في فعاليات هذا الأسبوع إلى معالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد، صاحب الأيادي البيضاء وراعي برامج الكرسي، الذي قدم ويقدم الكثير من المبادرات التي تسهم في تأهيل ودعم شباب الوطن.